الثلاثاء، 13 مارس 2012

باسم يوسف و جون ستيوارت وجها لوجه


يوم بدون سخرية هو بلا شك يوم ضائع !.كلمة لنجم الكوميديا شارلي شبلن. أيام صعبة التي نعيشها اليوم و الشيئ الوحيد الذي يميزنا عن الأخريين كمصريين أننا في أصعب الأوقات نضحك علي همومنا. أجل... علي الرغم  من الظروف الصعبة التي نعيشها و لكنا نجد طريقنا وسط الهموم للضحك و التسرية عن النفس و الحمد لله. لعلها تخفف عنا !.



مقدمة

باسم يوسف صاحب برنامج  باسم شو و برنامج البرنامج. يعتبر من أفضل الإعلاميين الكوميديين و الموضوعيين في نفس الوقت. و بسبب جرأته الغير عادية و حسه الفكاهي المنقطع النظير يستطيع باسم أن يدخل قلوب المشاهدين من أول نظرة !. حينما تحدث باسم عن نفسة أخبر الجميع أن فكرة برنامجه مأخوذة من فكرة برنامج يقدمه إعلامي أمريكي يدعي جون ستيوارت ؟؟!!. قال ذالك بمنتهي البساطة و من أسلوبه عرفت أن باسم من نظرته لا يعلم أن معظم مشاهديه لا يعلمون من هو جون ستيوارت ولقد رأيت بالفعل في برنامج أخر يقدمه إعلامي "واد مؤمن جدا" يلمح علي أن جون ستيوارت هذا هو نوع من أنواع المؤامرة على الإسلام . دون أن يذكر كلمة واحدة عن من هو جون ستيوارت  لذالك قررت أن أصنع تلك التدوينة بغرض التعريف بستيوارت عن طريق عمل مقارنة بينه و بين باسم يوسف.

باسم يوسف

باسم رأفت محمد يوسف، طبيب مصري من مواليد 21 مارس 1974 . و حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة عام 1998، كان قد عمل في الولايات المتحدة الأمريكية في شركة تطور تكنولوجيا لزراعة القلب و الرئة .و حصل على رخصة مزاولة المهنة في داخل الولايات المتحدة سنة 2005 و زمالة كلية الجراحيين البريطانيين عام 2006، وحليا يعمل كعضو هيئة تدريس بكلية الطب في جامعة القاهرة.، شارك باسم في الثورة المصرية عن طريق العمل في المستشفيات الميدانية داخل ميدان التحرير و بعد الثورة أتجه هو و بعض أصدقائه إلي عمل برنامج ساخر الغرض منه السخرية من العوار الإعلامي خلال فترة الثورة يعرض على الأنترنت - موقع يوتيوب YouTube- و هوه باسم شو و قد حقق نجاحا ساحقا فاق المتوقع بمراحل. ثم أنتقل كأول برنامج ينتقل من الأنترنت إلي شاشة التليفزيون عن طريق قناة أون تي في. و غير أسم برنامجه إلي برنامج البرنامج و بدأت في الظهور في رمضان 2011 . محققا نجاحا ساحقا مماثل للنجاح الذي حققه برنامجه الأول.


جون ستيوارت Jon Stewart

جوناثان ستيورات ليبويتز ، ممثل و كاتب و منتج أمريكي من مواليد 28 نوفمبر 1962.تخرج ستيوارت من جامعة وليام و ماري  William & Mary ، في عام 1984 في ولاية فرجينيا و درس فيها الكيمياء ثم علم النفس. و بعد تخرجه عمل في عدة وظائف من أهما مخطط طوارئ في مجال الخدمات الإنسانية في ولاية نيوجيرسي.ثم بعد إنتقاله لمدينة نيويورك 1986 حاول الإنضمام لفرق كوميدية كثيرة لكن لم يتسني له تقديم شيئ مميز خلال تلك الفترة. ثم اتت إليه الفرصة حينما عمل ككاتب في عمل تلفزيوني وهو الساعة الكوميدية لكارولين Caroline Comedy Hour عام 1989. في عام 1993 قدم ستيوارت برنامج ذا جون ستيوارت شو
The Jon Stewrt Show علي شبكة MTV. و في عام 1999 أصبح المقدم الأبرز في برنامج ذا ديلي شو The Daily Show، و هذا البرنامج هو ما حقق له شهرة عالمية.  

فن النقد الساخر

النقد الساخر من وجهة نظري هو أن تواجه الشخص بأفعاله - غالبا ما تكون غير مسؤولة - بطريقة كوميديه و تستخدم أسلوب التقطيع الساخر حتي يقع هذا الشخص في مواجهة بينه و بين الناس، التي يستهويها في الواقع ذالك الأسلوب لبساطته و موضوعيته - إذا كان موضوعيا -  و حينها تكون الساحة مفتوحة له ليرد فإن كان ذا شجاعه فسيتقبل النقد ويرد ببساطة،  اما إن كان مغرضا أو منافقا أو اي شيئ من هذا القبيل فسيزيد من أفعاله الغير مسؤولة كرد علي النقد مثلا !. مما يدفع الناقد إلي المزيد من التقطيع الساخر لآن هذا الشخص بأفعاله اوجد له مادة مميزة للسخرية!. و من أهم مميزات هذا الأسلوب من النقد صعوبة أن يكون غير موضوعيا. لآنه ببساطه يتحدث عن وقائع تلمس العقل وتضحك الناس على الحال الخاطئة - مثل مثل مصري يقول "هم يضحك" - أما إن كان غير موضوعيا و لا يتقبله العقل سينصرف عنه الجمهور لأنه سيصبح في هذه الحالة مجرد مادة مملة تمثل نوع من الداعيات لجهات بعينها.


الفرق بين البرنامجين

طبعا يتشابه برنامج باسم يوسف البرنامج كثيرا مع برنامج جون ستيوارت كثيرا، الهدف واحد تقريبا وهو النقد الساخر من السياسيين الموجودين علي الساحة حيث يسخر جون ستيوارت حتي من أكبر المناصب داخل الولايات المتحدة الأمريكية قد تصل إلي السخرية من الرئيس الأمريكي ذاته دون أن نسمع أي أمريكي يتحدث عن إهانة رمز الدولة أو أي شيء من هذا القبيل. كذالك باسم يوسف يسخر من كلام بعض المسؤولين في مصر بعد الثورة ولكن باسم يتعرض في في أوقات كثيرة إلي الهجوم من "المطبلاتية" في الأعلام و الذين لم يستطيعوا حتي هذه اللحظة في تقليل شعبيته كما لا يملك باسم نفس المساحة من الحرية - برغم شجاعته - التي يمتلكها جون.


السخرية من الزملاء

بما إنك ناقد ساخر لابد أن تكون علي دراية تامة بتحركات القنوات الأخري و خصوصا القنوات الإعلامية لانك ستجد فيها بيئة خصبة من المواد القابلة للنقد. حيث يكثر بها "المطبلاتية" الإعلاميين الغير محترفين و المغرضين و الجهلاء في بعض الأحيان و بعض الشخصيات الوصولية أو التوجيهية - التي تأخذ على عاتقها مهمة توجيه الناس نحو فكر معين لغرض ما - و كل هؤلاء ينتجون ألاف المواد القابلة للنقد الساخر بساطة سيحدث تضارب في الكلمات من نفس الأشخاص أو ضعف الحجة المستخدمة أو حتي إستخدام الفاظ و تعبيرات لا تليق. وهذا لأن معظم القنوات في العالم لا تعتمد في الأساس علي معايير الجودة و الكفاءة في إختيار مقدمين البرامج بل تعتمد في المقام الأول على نجومية المقدم و قبوله عند الجمهور المتابع. وفي الحالة المصرية بإمكاننا أن نزيد الوساطة و المحسوبية علي كل تلك المعايير السابقة. فتجد جون يسخر من معظم البرامج الحوارية و الإخبارية الأخري و قنوات عالمية مثل CNN و FOX ،علي الصعيد المحلي يستخدم باسم نفس الأسلوب في النقد الذي يلاقي ترحيبا واضحا من متابعين القنوات الأخري وخصوصا الذين ملوا من النفاق و عدم الحيادية و الأساليب الغير مهنية من تلك القنوات.


السخرية من النفس

أنت لست قديسا أنت الأخر. هذا ما يؤمن به باسم يوسف و جون ستيوارت ، من يتابعون الإثنين يرون أن باسم يتفوق في هذا الفكر عن جون . في أوقات كثيرة لا يعترف جون بأخطائه و أيضا باسم آحيننا ولكن الموضوع يقاس هنا بطريقة نسبية. فباسم يبدأ بنفسة في النقد في الكثير من الأحيان و ينتقد فريق العمل و حتي مالك القناة المثير للجدل بشكل كبير!!.  


أسلوب راقي

النقد الساخر أسلوب راقي في النقد يعترف به العالم كلة و يحبه الجمهور الباحث عن الموضوعية داخل الإطار الكوميدي، حيث يهرب بالضحك من مشاكلة و يبدأ في التفكير في إيجاد حلول لها بعد أن عرضت أمامه المشكلة بشكل مبسط وساخر،و يعترف العالم كلة بهذا الأسلوب معدا في بلادنا ، لأنه حينما تطول أيادي النقد بعض المراكز القيادية أو الإعلامية الكبيرة!!. تطلق حملات الهجوم و الإهانة نحو المنتقد واصفين إياه بالأغراض و التطاول و عدم الإحترام!!. و يستخدم الإعلاميين بشكل محترف تربيطاتهم و أصدقائهم في الوسط لمحاولة النيل من المنتقد بأي أسلوب حتي لو كانت أساليب قذرة أو ملتويه.


حوارات هادفة

يستضيف الإعلاميان العديد من الأشخاص المرموقين و المفكرين و المبدعين في أجزاء من برامجهم، و يتحدثون معهم بشكل يطفوا عليه المرح و لكن في مواضيع هادفه فيخلقون جو من الحوار الهادف البناء ولكن دون جو التعبيرات الصعبة ولا الكلمات المغرضة ، و إعتقادي الشخصي أن باسم يوسف متاثر جدا بمدرسة جون في هذه الجزئية فهو يستخدم تماما نفس الأسلوب في الحوار!!. و لو رأيت حلقة من برنامج جون ستيوارت وهو يحاور ضيف عنده ستري بنفسك التشابه الكبير بين الأسلوبين ماعدا أن باسم يوسف لا يستخدم المصطلحات الجنسية الفاضحة او الألفاظ البذيئة  التي يستخدمها جون في الكثير من الأحيان.     


الفرق بين السخرية و النقد الساخر

السخرية بمفهوم الإنتقاص و التجريح هو أسلوب همجي. يعني ان تهاجم شخص بهدف التجريح فيه و إحراجه امام الناس عن طريق ذكر عيوبه الجسمانية مثلا أو نقل كلام بالكذب علي لسانه أو اتهامه بتهم عن طريق كلام مرسل دون دليل واضح  دون الإلتفات إلي أدائه. إن من يستخدم أسلوب السخرية هو شخص يشعر بنقص في شخصيته , ويريد لفت الانتباه , و لا يملك فكر يريد أن يوصله من وراء هذا الأسلوب سوى أنه يريد التجريح والشتم , وكذلك صاحب هذا الأسلوب هو شخص فاقد لحس المنطق وهو مفرغ من الداخل، ويقول الحق سبحانه وتعالي يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "الكبر بطر الحق وغمص الناس " ويروى : " وغمط الناس " والمراد من ذلك : احتقارهم و إستصغراهم ، وهذا حرام شرعا، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر المحتقر له.      


العيوب

من وجهة نظري عيوب جون ستيوارت هو احينا ما يحيد عن الحيادية و الشفافية و يظهر هذا جليا في الغالب حينما يتحدث عن دولة الكيان الصهيوني!!. أما باسم يوسف فيبدوا أنه خرج من أسرة ذات مستوي معيشي مميز فقد درس في مدارس IG فهو يعتقد أن المصرين على درجة من العلم و المعرفة و لا أعتقد أنه يعرف بالتحديد المستوي الحقيقي للشارع المصري من ناحية التعليم و الفقر و البطالة. و هذا لا يعيبه شخصيا بل يعيب أدائه في بعض الأحيان فهو بالفعل تربي في مستوي بالنسبة لعامة الشعب مميز إلي حد ما!. و أحد الأمثلة هو حينما أستضاف باسم  أحد الشباب المتميزين و أحد الفائزين في مسابقة عالمية و كان يتحدث معه عن الطرق العلمية في البحوث  scientific method و تكلم أن تلك المواد تدرس في المناهج بشكل عادي مما يعكس مدي بعد باسم عن أرض الواقع الخاص بمعظم المصريين!!.


التقدير

جون ستيوارت يحظي بتقدير دولي و عالمي علي الرغم من أنه آحينا ما يكون عنصريا بعض الشيئ. و آحينا ما يحاول توجيه الناس نحو فكر معين، لكنه مع ذالك و إحترما للفن الراقي الذي يقدمه في المجمل أصبح واحد من الشخصيات المرموقة حول العالم و نال جوائز كثيرة منها 16 جائزة إيمي Emmy Awards . كما حصل برنامجه علي العديد من الجوائز العالمية.
باسم يوسف بالرغم أن عمره الفني لا يتعدي العامان منذ ظهوره اول مرة علي الانترنت ولكن عدد متابعيه و معجبيه تخطي الملايين في الوطن العربي كله لا في مصر فقط. و لكن باسم يوسف سينال تكريم من الدولة نادرا وهو تهديده بدخول السجن!. حيث تقدم محام ببلاغ إلى النائب العام يتهمه فيه بالتحريض على المجلس العسكري وإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار. - هذه الجملة الأخيرة أعتقد أنها ينقصها مشهد للفنان الراحل توفيق الدقن ليقول بسخرية يا عيني على الصبر- .

الخاتمة

أتمني أن أكون وفقت في نقل أوجه التشابه بين باسم يوسف و جون ستيوارت. و حتي يري الناس الفرق بينانا و بينهم. إعتقادي الشخصي باسم يوسف يتفوق على جون ستيوارت بشكل مبالغ فيه في الأسلوب و في الأداء و الموضوعية و حسن إختيار مواضيع الحلقات و محتوي النقاش، بالرغم من كون باس من إفرازات الثورة لكنه يحتفظ بأسلوب ساخر ناتج عن موهبة فذة!، فمع النقد الشديد الذي وصل لإتهامه بالكفر "من بعض أتباع أمثال الواد المؤمن". وحتي لو نال جائزة الحبس علي زمت قضية. فسيظل باسم يوسف من أحد المظاهر الجيدة التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير و سيظل ايقونة لتذكر الناس أنه لا توجد شخصية عامة فوق النقد كما يقول حتي لا نخلق فراعيين جدد . وحتي يعلم المسؤولين الجدد أنه لن يسلم من ألسنه الناقدين إن اخطأ في حق الشعب.

أحمد محمدي

يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # -الساسة و رجال الدين
      # - تحت خط الفقر
      # -نظرية المؤامرة
      # -أرض النفاق
      # -هل الديمقراطية حرام ؟؟!!
      # -أسطورة التنمية البشرية
      # -الغباء السياسي
      # -وصمة عار
      # -أسطورة فانديتا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات