نشر مجموعه من الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي و على بعض المدونات. طلبات لإرتداء أقنعه يوم 25 يناير - 2012. وخرجت مجموعه أخرى خلال فيدوا منشور على موقع YouTube الشهير لتحذير كل من قتلوا الثوار تحت مسمى تنفيذ الاوامر.
ثم ظهرت حركات أخرى تطالب برفض إستقدام أبطال من الخارج طالما نحن نملك أبطال بالفعل و هم شهداء الثورة فالبد أن تكون الاقنعة بأشكال الشهداء.وهناك من رفض فكرة إرتداء الأقنعة شكلا و موضوعا وقالوا أنها أفكار غربيه مستوردة و بعيده كل البعد عن أفكارنا و تقليدنا. مما دفعني لطرح وجهة النظر هذه عليكم لعلي أوفق فى هذا.
مقدمة لابد منها.
يلجأ الناس إلى إرتداء الأقنعة. لتخبئ وجوههم حتي لا يتعرف الآخرون على هويتهم الحقيقية. و قد يعطيهم شعور التخفي هذا قدرا أكبر من الحرية حتى يمارس الشخص المقنع ممارسات لا يستطيع أن يقوم بها وهو معلوم الهوية. فانديتا يمثل الظلم الواقع على إنسان ما يدفعه لإرتداء الأقنعة التي بواسطتها يستطيع دفع الظلم و الإنتقام لمن ظللوه من قبل.
في فور فانديتا V for Vendetta -- بإختصار.
هو فيلم امريكي الصنع. من نوعيه أفلام الخيال العلمي ولكنة بنكهة واقعية إلى حد ما. الفيلم من إنتاج سنة 2006 و قام بإخراجة المخرج جيمس ماكتيوج James McTeigue وهو بالمناسبة أحد فريق عمل فيلم ماتريكس الشهير و كان يعمل حينها مخرج مساعد.
قصة الفيلم مقتبسة من قصة إنجليزية شهيرة مصورة من تأليف ألن مور وهي بدورها مقتبسة عن قصه حقيقية.
هي قصة البريطاني الشهير جاي فوكس Guy Fawkes وقد عاش فى الفترة 1570- 1606م. وهو من مواليد مدينة يورك 200 ميل عن العاصمة لندن. و كان أبواه يعملان في مجال المحاماة. أسس جاي جماعة سرية أسمها جماعة البارود. وكانوا يخططون لتفجير البرلمان الإنجليزي عن طريق تخذين البارود في قبو البرلمان. وقلب نظام الحكم و تعيين الأميرة إليزابيث ملكه على البلاد. ولكن محاولته بات بالفشل و تم القبض عليه و تم إعدامه فى 31 يناير1606م . هناك تقليد سنوي يتم في الخامس من نوفمبر من كل عام في بريطانيا للإحتفال بفشل مخطط جاي فوكس وتسمى ليلة الإحتفال بليلة البون فاير.
جاى فوكس
أما عن احداث الفيلم فتدور أحداثه فى المستقبل بالتحديد عام 2038. حيث تصبح بريطانيا دولة شمولية - أو دولة الحزب الأوحد نفس فكرة الحزب الوطني فى مصر حيث يرفض المعارضة و يستبد بآرائه - و بالفعل يصل أحد الأحزاب المتطرفة إلى السلطة بسبب شعبية الكبيرة و يبدأ فى قمع القلة المعارضة و يمارس ضدهم ممارسات أي نظام مستبد. و من جهة أخرى يستمر في سياسة إرهاب الكتلة الموالية له حتى لا ينتقل إليهم المبادئ التي تتبناها المعارضة, عن طريق الاعمال الإرهابية و التي يخطط لها النظام ثم يلفقها لمعارضية حتى يثبت للناس أن البلد مستهدفه دائما فيظلوا خاضعين له و خائفين من رحيله و تكون النتيجة توطيد اركان حكمه المستبد اكثر و اكثر.
ولكن يخرج شخص غير معلوم التاريخ و هوه من مر بتجارب تعذيب على أيدي النظام و يظل هذا الشخص يحارب النظام. بفكرة الإنتقام من اركان النظام والذين هم كانوا دائما أدواته التي يبث بها الكذب دوما على الناس. وهم ايضا مستفيدون عن طريق أرباحهم التي اصبحت تقدر بالمليارات. وبعد القضاء عليهم يريد تفجير قصر وستمنستر حيث مقر الحاكم.
هذا الشخص هو (في V) - و بالمناسبة فانديتا Vendetta كلمة لاتينية و تعنى الإنتقام - يظل مرتديا القناع الشبيه إلى حد ما بشخصيه جاي فوكس طوال أحداث الفيلم و فى النهاية يرتديه كل الثوار الذين ادركوا اخيرا حقيقة من يحكمونهم و يقومون بالثورة.
لا عجب أني شخصيا و انا أشاهد هذا الفيلم توقعت ظهور نص مكتوب عليه أي تشابه بين أحداث الفيلم و أي دولة أخرى هو مجرد من وحى المصادفة فقت لاغير.
لا عجب أني شخصيا و انا أشاهد هذا الفيلم توقعت ظهور نص مكتوب عليه أي تشابه بين أحداث الفيلم و أي دولة أخرى هو مجرد من وحى المصادفة فقت لاغير.
فانديتا و الثورة المصرية.
طبعا أي طفل صغير شاهد هذا الفيلم يدرك أنه مشابه إلي حد كبير الثورة المصرية.-إذا حذفنا من الفيلم شخصية (في V) طبعا مع انها كانت حاضره بالفعل على أرض الواقع ولكن فى صور أخرى.
لكن دعونا لنسترجع بعض الذكريات الأليمة من أيام العصر البائد ما قبل ثورة 25 يناير.ونقارنها ببعض مشاهد هذا الفيلم. ولعل أبرز هذه المشاهد هي.
1- روعهم ليخافوا على حياتهم و توطد أركان حكمك.
منذ حوال 6 سنوات حذرت الحكومة المصرية من انتشار إنفلونزا الطيور بين المصريين.و أثارت حاله كبيره من الهلع و الخوف بين أوساط المصريين. مما أدى إلى تدمير ثروه مصريه تقدر بالمليارات فى تربيه الدواجن في هذا الوقت. وعلى الرغم من أن منظمه الصحة العالمية لم ترصد حاله واحده فى مصر. إمتلائت الصحف المصرية كلها بحالات مختلفة من مستشفيات الصدر فى مصر مع العلم أن الالاف يموتون سنويا من البسطاء داخل تلك المستشفيات فى السنوات السابقة ولكن دون ضجة تذكر. الأمر الذي دفع العديد من الناس إلى التخلص من دواجنهم أو أحرقها أحيانا وتم حرق انتاج مزارع كامله من الدواجن بسبب نفوق البعض منها. وبعد ذالك وجدنا التلفزيون المصري يعرض لنا أن البديل في الدجاج المجمد و طبعا الدجاج مستورد و تضخمه ثوره رجال الأعمال فى هذا الوقت بالملايين.بالرغم من أن المرض لم يكن بهذه الخطورة. وبعدها بفترة قصيره كانت انفلونزا الخنازير و حدث ولا حرج عن أرباح الذين إستوردوا التام فلو لمصر مع العلم أيضا أنه ثبت أن هذا الفيروس ضعيف جدا و يستجيب للمضادات الحيوية العادية إلا فى حالات معينة يستوجب الامر لمضادات أقوى قليلا.وبعض الكوارث الأخرى مثل الإرهاب كتفجير كنيسة القدسيين.
طبعا تناول الفيلم هذه الجزئية بشكل مكثف عن طريق قصه الوباء الذى نشره النظام عن طريق تلويث مصادر المياه و أتهم فيها معارضيه ليضرب عصفورين بحجر واحد - أولا يرهب الناس و يحسسهم أن الامن و الأمان خلاله فقط و الثاني القضاء على أشد معارضيه و إرهاب بقيه المعارضة حتى يتراجعوا عن مطالبهم.
2-مباح لك أن تتصرف مع معارضيك كما تشاء.
بم إن البلد مستهدفة و الجماعات المحظورة تريد بها الخراب إذا فقد حصلت على شرعيه من خوف الناس. لتفعل مع معارضيك ما يحلوا لك عن طريق أمن الدولة التي أذاقت المصريين شتى ألوان العذاب و ذاد نفوذها فى الفترة الأخيرة من حكم المخلوع مبارك لدرجة أن من كان له قريب يعمل شرطي فى أمن الدولة يحق له ان يفعل ما يشاء و ان يخشاه الناس دون الخوف من المسائلة القانونية لأنه شخص " واصل".
نفس الفكرة جسدها الفيلم عن طريق تعريف التعذيب فى المختبرات المعملية و إستخدام المعارضون كفئران تجارب و إنتهاك ادميتهم كليا.كما أستخدم النظام داخل الفيلم نظام سماة فنجرمن و الشبيه جدا بالنظام الأمني فى مصر.
3-الكذب هو الطريق الأسهل لتجنب غضب الجماهير.
لاشك أن وسائل الأعلام الحكومية او الموالية للنظام الحاكم دائما ما تلعب دورا مهما و محوريا فى ترويج الإشاعات و الكذب للنظام و ظهر إستخدمها جليا فى اثناء تغطيتها لأحداث الثورة, مما أفقدها الكثير جدا من مصداقيتها أمام جمهورها. فما بين كذب ونفاق و تعدي باللفظ على الثوار كانت القنوات الأجنبية هي صاحبه السبق و نقل الحقيقة كاملة.
و تناول الفيلم هذا الموضوع بشكل كبير عن طريق وكلات الأنباء التي نقلت وفاة (في V ) بالكذب . و طبعا حينما ظهر من جديد على مسرح الأحداث إستمرت هذه الوكالات فى نقل الكذب و التضليل ليضجر منها المواطنون فى اخر الفيلم.
4-عرف الناس حقوقهم وضعهم على الطريق الصحيح.
لعب الأنترنت دورا كبيرا فى نقل المعلومات و توثيق مشاهد التعذيب و الإنتهاكات التي كان يقوم بها النظام البائد و أصبح نقل المعلومة يتم فى دقائق معدوده من الوجه البحري حتى الصعيد. لم يعد شيء مخفيا أصبح الناس يرون مالم يروه من قبل و لعل أبرز هذه الاشياء تزوير إنتخابات مجلسي الشعب و الشورى فيما قبل ثوره الخامس و العشريين من يناير مما زاد من حالات الإحتقان لدى الجماهير المهضوم حقها و أصبح تمنى مستقبل أفضل داخل مصر أمر من امور الخيال.
وطبعا تطرق الفيلم لهذه النقطة عن طريق شخصية (في V ) الذى سيطر على الاذاعة المحلية وقام بعرض فيدوا على المواطنين مما جعلهم يراجعون أنفسهم من ناحية النظام الحاكم.
5-إذا خاف النظام القمعي من غضب الشعب انتظر حدوث الحماقة و بعدها تنفجر الأحداث.
تتذكرون خالد سعيد ذالك الشاب الذى تم سحله وقتله أمام أعين الناس ثم تم تشويه سمعته بعد ذالك و تسميته بشهيد البانجو.ثم يتم الكشف عليه مره و أخرى بواسطة مختصين ليقروا أن السبب إسفكيا الخنق, ضاربين عرض الحائط بصورة خالد سعيد التي كادت ان تنطق وتقول أن وفاته نتجيه تعذيب شديد لكن الحماية المفرطة من طرف النظام لأدواته كانت هي الحماقة الكبري التي أرتكبها النظام السابق وكان لها أثر كبير فى إزدياد الإحتقان الذى تسبب فى تفجير الثورة فيما بعد ذالك.
من وجه نظر الفيلم تناول هذه الأحداث بشكل رائع جدا حينما قام أحد ادوات النظام بإطلاق النار على طفلة ترتدى قناع فانديتا و هي تقوم بالكتابة ضد النظام على أحد الحوائط إعتقدا أنها هي (في v ) قامت الناس حوله و بدأت الأحداث فى الإنفجار.
فانديتا و الشباب المصري
حينما رأى بعض الشباب هذا الفيلم و تشابه الشديد مع الثورة المصرية, وعن إعجاب من طريقه التظاهر المقنعة أراد البعض ان يستحضر روح فانديتا لتكون موجوده داخل ميدان التحرير. كما تم استخدامه فى مظهرات عديده حول العالم و إرتداه بعض النواب فى بلوندا. الفكرة هنا أن كل الثورات تتشابه.فصاحب فكره الفيلم لم يعاصر عصر مبارك ولم يعيش فى مصر ولست متاكدا من أن احد فريق العمل فى الفيلم زار حتى مصر من قبل أم لا. انما جاءتهم الفكرة من تاريخ الثورات العالمية وكأي ثوره حدثت من قبل حدثت ثورتنا المجيدة.
الحس الفكاهي عند الشعب المصري
حينما تتحدث عن الحس الفكاهي عند المصريين فحدث ولا حرج خرجت ألاف التعليقات الساخرة على هذه الفكرة الجديدة نوعا ما على الشعب المصري.
وخصوصا حينما ذكرت إحدى الجرائد التي تتبع لحزب الحرية و العدالة تقريرا عن فانديتا ولكنها إستخدمت مصطلح بانديتا . من ما أثار موجة كبيرة من السخرية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك.ولكن الغريب فى الموضوع فعلا أن هذه الجريدة ذكرت أن القناع يباع عند المحلات التي تبيع ملابس عبدة الشيطان ؟؟؟!!!!!!! أعتقد أنة حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية لا توجد مثل هذه المحلات المتخصصة فهل توجد فعلا فى بلد الأزهر؟؟!! هل سبق و ان رايت من قبل محل مكتوب علييه هنا يباع جميع لوازم عبدة الشيطان أو مثلا أحدث الملابس الرجالي و الحريمي ويوجد قسم خاص بعبدة الشيطان ؟؟؟؟!!! حاجة غريبه مش كده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخاتمة
لن أجد شيئ أختم به أفضل من مشهد حدث فى نهاية الفيلم وهوه حينما كان السيد غريدى يطلق النار بشكل مكثف على (في). كان يقول له مت مت لماذا لا تمت فرد عليه (في) لا يوجد خلف هذا القناع لحم ودم بل يوجد فكره و الأفكار لا تموت .
أحمد محمدى
يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي. |
2 التعليقات:
بارك الله فيكم و إلي الأمام
بجد يا بشمهندس كلام ملهم (^_^)
إرسال تعليق