الاثنين، 8 سبتمبر 2014

لمذا فشل نظام الإخوان

بعد الإنتخابات الرئاسية سنة 2012 و التي صعدت بنظام الإخوان لحكم مصر و بينما أنا جالس مع بعض أصدقائي و منهم مجموعة لا بأس بها من أنصار ومشجعين جماعة الإخوان المسلمين , كنا نتناقش حول بعض الأحوال السياسية في البلد و إذا بمؤيدين الجماعة يسوقون التبريرات , و يتحدثون بنوع من المغلاة  و الإطراء الزائد عن الرئيس السابق محمد مرسي , و حينما أعترض باقي أصدقائي على هذا الأسلوب ترددت كلمات كثيرة من مؤيدي الرئيس منها , موتوا بغيظكم و أنتم مشكلتكم ليست مع الرئيس مشكلتكم مع الإسلام و غيرها من الجمل التي كان يرددها أنصار الرئيس الإخواني بالإضافة إلي ترديدهم لعبارة واحده بعد كل جملة و هي "على فكره أنا مش أخوان!!". نظرت إلي أحدهم و كان الأكثر تعصباً و هو أحد أعز أعز أصدقائي و قولت له "أنتم من ستفسدون الرئيس و تنفروا الناس منه و منكم، و ستعجلون بنهاية حكمه، مدحكم المبالغ له و لأقل أفاعله ومهاجمتكم المستمرة و الشنيعة لكل من هو مختلف معه ستجعل الناس تنفض من حولكم ثم سيأتي الطوفان و سيغرق و ينهي هذا كله و أنتم السبب".





حقيقة مخزية


بالرغم من مرور أكثر من سنه كامله على خلع الرئيس محمد مرسي و نظامه و ما أعقبه من فض إعتصامات خاصة بالإخوان و مؤيديهم و حتي هذه اللحظة لم أري إخواني واحد يبحث بشيء من الصدق عن السبب الحقيقي لخلع محمد مرسي و إنهيار نظام الإخوان الحاكم في مصر و لكن تجدهم دائما يرددون "30 سونيا" ، الإنقلاب الغاشم ، عبيد البياده ، الشرعية الشرعية الشرعية و الكثير من الكلمات الأخري التي تدل على تدني المستوي الفكري الخاص بأنصار تلك الجماعة ، لذالك قررت أن أبحث بشكل موضوعي عن سبب فشل تلك الجماعة في الحكم بعيدا عن مصطلحات الإعلام المصري الحالي و المنحاز بشكل بشع للنظام الحاكم الحالي و ربما يري من يقرأ تلك السطور أن المشكلة تكمن في سوء الإدارة في المقام الأول.



التعلق بالوهم


أستطاع الإخوان خلال فتره حكمهم التاريخية أن يستقطبوا الكثير من أصحاب المذاهب المتشددة ، و الذين يحلمون منذ نعومة أظفارهم بحلم عودة الخلافة ، و الغريب في الأمر هم لا يعرفون عن ما تسمي الخلافة الإسلامية غير الفترة الرشيدة التي كانت بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه و سلم" مباشرةً و التي عرفت بفترة الخلافة الرشيدة ، فهل لو كانوا ممن عاشوا في فترة حكم الخليفة عبد المجيد الثاني أو غيرة ممن حولوا الخلافة العباسية العملاقة إلي دولة الرجل المريض كما كان يطلق عليها في أواخر أيامها !، هل كانوا سيظلون على نفس درجة التأييد أم بسبب الفقر و البطالة وجنون السلاطين سيجدون خلاصهم مع اتاتورك ؟!... للأسف أغلبنا لا يعلم عن تلك الخلافة الأخيرة غير الخليفة العظيم محمد الفاتح فبالتالي لا يعلمون عن من أتي بعده شيئا أبدا و بالتي ستظل مصيبة سقوط الخلافة لديهم تتماثل مع مصيبة خلع رئيسهم محمد مرسي .

الإستقطاب السياسي


أستخدم الإخوان سلاح الإستقطاب السياسي و الديني لكي يصلوا إلي الحكم ، و الإستقطاب السياسي ببساطة أن تقنع من هو مختلف معك أن يقف إلي جبهتك طالما عدوكم واحد ، و لهذا ظهرت موضة عاصري الليمون و كنت واحد منهم للأسف، ممن إنخدعوا بالتوسلات و بنسيان فترة البرلمان المخزية و بالوعود الزائفة من الرئيس المخلوع و جماعته ، و أعترف أني أخطأت في ذالك فمن يعرف تاريخ إستخدام الإستقطاب السياسي  في الوصول للحكم ، يعلم جيدا أنه حينما يستخدم هذا السلاح تيار أصولي متشدد ذو إختلافات كبيرة مع باقي التيارات ، فأنه بمجرد وصوله للحكم سيقصي كل من هو مختلف معه من الناحية الأصولية ، وسيحاول التمسك بكل شيء وحدة و كما حدث هذا بعد الثورة في إيران و الإطاحة بالشاة،   


جماعة الحشاشين


نعود إلي شباب جماعة الإخوان المسلمين ، فهم من وجهة نظري السبب الأكبر في إظهار مصائب تلك الجماعة سريعاً و التعجيل من نهايتها ، لو قارنت تحركات شباب جماعة الإخوان و ردودهم على كل ما هو مختلف معهم ، سيذكرك هذا على الفور بجماعة الحشاشين الذين أتخذوا من شرب الحشيش مذهب ديني لهم ، كانوا يؤمنون بإطاعة امير جماعتهم طاعة عمياء و حتي الموت في سبيل تلك الطاعة العمياء، لدرجه أنه كان يصنع منهم منتحرين يقومون بقتل أنفسهم في محاوله إغتيال شخص مثلا، و يظنون أنهم بطاعتهم هذه سيردون إلي جنة الحشيش التي وعدهم بها أميرهم ، و هكذا فعلت كُتب السيد قطب بعقول الإخوان فكانت مثل تأثير الحشيش و حولتهم و حولت كل أنصارهم إلي آلات تأييد تؤيد القرارات مهما كانت و تدافع عنها لأنها قادمة من المرشد الذي يعتقدون أنه لا ينطق عن الهوي.


موتوا بغيظكم


أسوء ما قام به أفراد جماعة الإخوان المسلمين  أنهم أخذوا مصطلحات من كتاب الله و من أقوال رسوله الكريم لكي يهاجموا معارضيهم بها ، مما رفع درجة الإحتقان لدي الشارع المصري الذي احس أنه بالرغم من تمسكه بعاداته الإسلامية الحنيفة هناك من يكفره بل و يهدده دائما إذا ما رأي شيا مخالفا لرأي الجماعة ، هناك قيادي إخواني بالفعل قام بتحريف بعض آيات الذكر الحكيم لكي يسخر من المختلفين معه مستخدما قول الله تعالي "لن يرضي عنك" طبعا لن أكمل لكن الكل يعرف بقيه الكلام .

غطرسة الإدارة الفاشلة



حينما كان يذهب وزير التموين الإخواني  إلي أحد حقول القمح ليثبت للعلمانين الحاقدين ان مصر ستحقق الإكتفاء الذاتي من القمح و هو شيء يعرفه من  أبسط مزارع إلي أكبر خبير في الزراعة أنه امر مستحيل تحقيقه خلال فتره زمنيه بسيطه و امام كل المعوقات الموجودة في الدولة من نقص الأراضي المزروعة إلي نقص الكيماوي إلي غيرة من المعوقات ، تجد ألاف الصور للوزير البطل و الملايين من تعبيرات النصر و الفرحة على هذا النصر المبين و الغريب في الأمر لم يسأل أحدهم نفسة سؤال مهم جدا أن مسؤولية الأراضي الزراعية هي ملك لوزارة الزراعة و أن الوزير المبجل مطلوب منه أن يتحمل مسؤوليه الحبوب بعد تسلمها من وزارة الزراعة ولكنه كان متعجلا كما يبدوا لعمل الشو الإعلامي و الظهور الكبير.


إنكار الواقع



دائما تجد تلك الجماعة في حالة إنكار دائم للواقع الله فقط يعلم متي ينتهوا من هذه الحالة الغريبة التي تستحق التأمل و الدراسة، فأثناء وجودهم في مجلس الشعب كانوا يريدون عمل قانون لتجريم التظاهر ضدهم ، حيث أن من يتظاهر ضدهم مجموعة من مدمنين الترامدول ، حينما وصل مرسيهم إلي الحكم بمساعدة كل شباب الثورة و بقية القوي الثورية أنكروا هذا كله بل  و أعتبروه أحد إنجازات السيد الرئيس الهارب من عصر الصحابة ، و كلما زاد الإحتقان ضدهم في الشارع ، لجأوا للحشد المضاد حتي يكملوا مسيرة الوهم التي يعيشون فيها و التي تجعلهم دائما يشعرون أن الشارع معهم ، حينما حدثت أحداث الإتحادية أقنعوا أنفسهم أن من قتل فيها كلهم إخوان حتي يداروا على جريمتهم الشنعاء و التي كانت السبب في إنهيار ما تبقي لديهم من ثقه عند الشارع المصري. 




أخيراً


حتي هذه اللحظة الإخوان هم الإخوان قناه فضائية تحرك مشاعرهم كالمخدرات و أوهام كاذبة يعيشون حولها ضمن إنفصال تام عن المنطق العقلي و حقيقة الشارع المصري ، و تراهم "كالمساطيل" يصبحون على غدا سينتهي الإنقلاب الغاشم و يعود الخليفة مرسي للحكم و الشارع معنا و غيرها من الأوهام الغبية الأخري ولا يدركون أن الشارع على إستعداد أن يتحمل الأسوء من النظام الحالي في مقابل أن يضمن له عدم عودتهم مرة أخري و السبب في ذالك هو ما سبق في تلك التدوينة من أسباب فشل الإخوان في حكم مصر.


للأسف



كنت أعتقد أن محمد مرسي امامه فرصة عظيمة لتوحيد المصريين و العبور للأمام ولكن خيب كل الآمال و جماعته أزادت الطين بله و انتهي أمرهم و أعتقد ان الإخوان في مصر لن يعودوا من جديد إلي السطح إلا عن طريق فشل مماثل لفشلهم مع نسيان الناس أسباب فشلهم الأصلية ..





أحمد محمدي



يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # -  المبرراتي الجزء الثاني "الواجب المقدس"
      # - المبرراتي
      # - سلمية ماتت فى الإتحادية
      # - الأفكار الإباحية
      # - ضمير الثورة
      # - تجار الجهل
      # - الساسة و رجال الدين
      # - وصمة عار

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات