الأحد، 12 أغسطس 2012

درما الكنبة المصرية

آحيننا و أنت جالس امام أمام جهاز التلفاز تجد نفسك في حاله من الملل فتمد يدك إلي جهاز الريموت و تبدأ في رحله إستطلاعيه للأمام و للخلف في مئات القنوات التي أصبحت أجهزة الريسيفر تعج بها، و طبعا ستقع باعينك على قنوات تعرض مسلسلات مصريه الصنع ، و أخري من جنسيات مختلفه ، طبعا من يحب الدرما المصرية لا ينظر ألي الأجنبية و يعتبرها شغل "خوجات" و يدير عينه عنها ، ولكن ما يستفزني في الأمر ، هو العلاقة الغريبة التي تجمع المشاهد المصري مع ما يعرض من مسلسلات و خصوصا في رمضان، حيث أصبحه العلاقة مبنيه على التعود ؟؟ او على العشرة لا على جودة المنتج المعروض و الذي هو في الاغلب يفتقر لأقل قواعد الإحترافية في تنفيذه.




دكيور الكنب

تعج المسلسلات المصرية بالتحديد بمصممين ديكورات على اعلي مستوي ، ويقمون بتصميم الديكورات بشكل راقي جدا جدا، و هذا الشكل الراقي لا يتماشي مع الأغلبية في الشعب المصري الذي يعيش حقا  تحت خط الفقر لان تلك الديكورات خيالية و في الواقع باهظة الثمن جدا جدا فلا يقدر عليها غير نسبه محدوده من الشعب المصري. و تظهر في تلك المسلسلات على أنها من واقع الشارع المصري وهو مخالف جدا للواقع المر الذي نعيشه حقا.   




الحياة داخل محور الكنبة


من العجيب في المسلسلات المصرية أن العامل المشترك جميعا بين تلك المسلسلات هيه الكنبة؟؟!!، أجل تحس أن قصة المسلسل بالكامل تدور حول أشخاص يتم بينهم حوارات و هم دائما جالسون على الكنبة ، فمثلا يبدأ المشهد لبعض أبطال العمل الدرامي و هم يتسامرون على الكنبة ثم ينقل الكادر لمجموعه أخري تتشاجر وهم ايضا جالسون على الكنبة لينتقل المشهد بعد ذالك  لمجموعه أيضا اخري تجلس على الكنبة و تناقش أمور الحياة بشكل بطيئ و ممل - الغرض منه إستهلاك الوقت طبعا -، ثم يتصل أحد الابطال الجالسين على الكنب بشخص أخر تصادف جلوسه على كنبة اخري ليتم بينهم حوار طويل "كنبي" النوع ليعرفك تفاهة الاحداث التي تحدث داخل تلك المسلسلات و براعة المخرجين و تفننهم في إطالة الأحداث و كانهم يتسألون في سرهم متي سيحث المشاهد بالملل؟؟!.



مبالغة شديدة

من سبب سقوط الدرما المصرية إلي الهاوية هي المبالغة و المبالغة هنا في كل شيء تقريبا . في الحزن و في الفرح و في المزاح و في استخدام الهاتف المحمول ، مشهد معتاد داخل الدرما المصرية هي أن يتصل شخص بشخص أخر فيظل هذا الشخص يتفحص تليفونه المحمول باهتمام ثم يردد "لماذا يتصل بيا فلان....يسكت قليلا....ثم يقول لعله خير أو أستر يا رب" ثم يرد بمنتهي الهدوء و البرود وكل هذا الوقت طبعا و هوه يتحفنا بنغمات تليفونه الحديث جدا الذي لا يظهر بغرض الإعلان بل بغرض المنظرة !!. يذكرني هذا المشهد بكرتون الكبتن ماجد حينما كان يبدأ بالتسديد في أول الحلقة ليحرز هدفا في الحلقة التالية.



فن المبالغة 

في أحد المسلسلات و دون ذكر أسماء رأيت مشهدا لم أتمالك نفسي من الضحك عليه و هو لفلاحه ترتدي الاسود و تقف في الحقل و تضع على وجها مساحيق تجميل بشكل مبالغ فيه. بل و أيضا ترتدي العدسات اللاصقة الملونة الباهظة الثمن، و كنت أتساءل كيف يمكن للمشاهد أن يقتنع أن هذه المرأة فلاحه فقيرة ؟؟!!. و كيف يصدق العمل الذي تقوم بيه و أبسط شيئ في وجها لا تقدر فلاحه بسيطه على عملة و النزول به للحقل و السبب هنا هو الخجل و أخلاق وعادات  القرية قبل أن يكون السبب هو الفقر ؟؟. للأسف المبالغة لا تتوقف عند هذا الحد فقط بل نري في كل المسلسلات حلقه كامله على الأقل تحت عنوان حفل عرس ؟؟!!. و حلقه ايضا على الأقل تحت عنوان مأتم و الاخيرة هذه مشكله فعلا فإذا مات أحد أبطال العمل الدرامي.. تجد مبالغه في الحزن قد تصل بك لدرجة الإكتئاب و تجد الحلقات التالية لهذا الموقف - على الارجح حلقتين أو ثلاثة - عبارة عن حزن مفرط و بشر يحدثون أنفسهم و دموع منهمرة و كأن الاحزان في الواقع تستمر كل هذه الفترة؟؟!!.



المواجهه …..

أظرف بدعه من بدع  المسلسلات المصرية هي اسلوب المواجهة المستخدم بكثرة مفرطه في معظم المشاهد ، و يتكون المشهد من التالي :-

أولا : دخول موسيقي المسلسل بشكل بطيئ

ثانيا : بطلان يفقان في مواجه بعضهما للأخر يتحدثان عن أمر مهم من أمور المسلسل
ثالثا : حينما تشتد حدة المواجهة تجد أحد الأبطال يدير ظهره للأخر و ينظر للكميرا
رابعا : يقوم المصور بعمل focus أو تركيز على الشخص المتحدث حتي يقلل وضوح صورة الشخص الأخر
خامسا : يلتفت الشخص الاخر لينظر للكميرا بدورة هو ايضا و يلتفت الشخص الاول لينظر ألي ظهر الممثل الأول
سادسا : تعاد تلك القطه حوالي 5 مرات في المواجهة الواحدة حتي يصاب المشاهد بالجلطة أو الضغط على أقل تقدير           
و حتي تلك اللحظة لم أعرف ما علاقة تلك الطريقة بالحياة الواقعية التي نعيشها ؟؟؟ ومن أين جاؤوا بها ؟؟ و من هو المخرج العبقري الذي أستحدثها و قلده بعدها الكثيرون ..




الخاتمة

الحقيقة لا أعرف علاقة واضحة بين شهر رمضان الكريم و مسلسلات الدراما المصرية و العربية عموما، و لكن هناك علاقة أستحدثها الناس ، و يمكن هي طريقة لتسلية الصائمين عن طريق إفساد صيامهم ، "من وجهة نظري" .




أحمد محمدي  


يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # -  تجار الجهل
      # -  ضمير الثورة
      # - كيف تختار رئيسا ؟
      # - زعيم الأغلبية الجاهلة
      # - حجر الفلاسفة
      # - كن إيجابي!
      # - رسالة من نيجيريا
      # - الساسة و رجال الدين
      # - نظرية المؤامرة
      # -  الغباء السياسي
      # - العوده للتدوين   

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات