السبت، 3 مارس 2012

الساسة و رجال الدين

السياسة لعبة قذرة!!. كلمة يرددها الكثير من السياسيين خلال البرامج التلفزيونية، و يظلوا يؤكدون أن من يدخلها يتلوث و خلافة من المصطلحات الغريبة التي يستخدمها هؤلاء الخبراء. لكنهم نسوا شيئا مهما إذا كانت السياسة شيئ قذر فلما يمارسوه هم. هل يريدون إحتكارها بسبب انهم متخصصون في القذارة. أم أنها الهالة الإعلامية التي يحاول من خلالها البعض فصل الدين عن الدولة. و ما الذي قد يجعل السياسة التي تتحكم في مصائر الشعوب لعبة قذرة. هل قيادة الشعوب و  تحديد علاقتها مع الداخلية و الخارجية مع العالم هي في الأصل نوع من القذارة، أم أننا نعيش في عالم يحاول فيه بعض المنتمين إلي مجموعة النخبة توجيهنا إلي الوجهة التي يطمحون إليها؟؟. دون النظر إلي إحتياجاتنا و حقنا في إختيار مصائرنا.





رجال الدين و الدولة

منذ قديم الأزل أستخدم رجال الدولة عدد كبير من أعلام رجال الدين حتي يقوموا بتوجيه الناس عن الطريق الخطاب الديني نحو الطريق الذي يراه الحكام، و حتي يدفع عامة الشعب نحو أطماعه عن طريق الدوافع الدينية لا عن طريق الأوامر المباشرة. و قد بدأت هذه الممارسة منذ العصور الوسطي حينما كان رجال الدين يعملون علي تأليه ملوك أوربا حتي لا يخرج الناس على طاعتهم. وقد ظهرت هذه الممارسات بشده مع الحملات الصليبية التي إستهدفت بلادنا العربية. حيث ذاد نفوز رجال الدين بشكل مبالغ فيه و ظلوا يقنعوا البسطاء بضرورة الحرب من أجل السماء و تسببوا في حشد الألاف.


كيف يتم إستخدام رجال الدين

في الواقع رجال الدين ليسوا خبراء في السياسة و لا مناوراتها. هم يتم الإيقاع بهم ببساطة شديدة. لآن كل ميسر لما خلق له، فمثلا هل يستطيع رجل الدين أن يعطي حتي لنفسة نصيحة طبية؟. بالطبع لا علية الذهاب إلي طبيب متخصص حتي يعطيه العلاج السليم. و هكذا بالرغم من خبرتهم القوية في الحياه و خبرتهم الشديدة في علوم الدين لكنهم يتم الإيقاع بهم من قبل السياسيين و هذا مسجل عبر التاريخ. فمثلا يأتي ملك ذو ثقل لرجل دين طيب مشهور ويقول له إخواننا يقتلون في البلاد العربية على أيدي العرب المتوحشين!. أريد جمع الناس نصرتا للدين. طبعا رجل الدين بعيد عن السياسة لا يدري صحة الكلام لكن بالطبع الأسلوب الذي يتحدث به الحاكم مقنع جدا - لأنه يخرج من سياسي محنك - فيذهب رجل الدين ويحشد الناس و تتسبب تلك الكلمات في دخول العالم حروبا كان الغرض من ورائها في الأساس سرقة كنوز الشرق العربية؟؟!!.


لم يتغير الوضع كثيرا

بعد ثورتنا المجيدة بدأنا نري شيوخا أجلاء - نكن لهم كل تقدير وحب و إحترام -  يتحدثون في الامور السياسية و لك أن تتخيل من ورائهم أو كيف تم إستخدامهم. لكن ما خبرتهم في تلك الأمور و ظهرت جليا هذه الظاهرة لما قام الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان وهو من خيرة علماء المسلمين في طلب معونه بديله من الشعب!!. ليستغني بها عن المعونة الأمريكية؟؟!! طبعا شيخنا الجليل ليس سياسيا ليقدر أن المعونة الأمريكية لا تأتينا أموالا بل هي في الواقع أسلحة و تدريبات عسكرية؟؟!!. إذن كيف سيتحملها الناس!!. لكن معظم عوام الناس لا تعرف عن المعونة سوي أنها أداة إذلال للشعب المصري و أنها أموال و اطعمة يتصدقوا بها علينا؟؟!!.  


الوضع مختلف

طبعا يختلف الوضع الديني بين فكر الدولة الإسلامية وفكر الدولة الثيوقراطية الذي كان متواجد العصور الوسطي حيث حكم الملوك مدعمون بقوة الكنيسة و رجال الدين. لكن في صحيح الحكم الإسلامي  الأمام أو الشيخ هو مجرد فرد عادي ليس له عصمة ولا قدسية.
فهو غير معصوم من الخطاء لآنه ببساطة ليس نبيا.


تألية المشايخ

أحس الكثيرين في مصر محولات بعض التيارات الدينية تأليه رجال الدين وجعلهم في مكانة الشخص المعصوم من الخطاء و لو وجه إلي بعضهم بعض النقض تجد الكثرين من المدافعين كمن يقول للعامة انهم مثال للإسلام و نقدهم نقد للإسلام و تشكيك في شريعته. وهذا لآن منهم من ينظر للدين من وجهة نظره هو فقط. و في الغالب تجد هذا الشخص غير مؤهل للقياس أو للفتوي كالشيخ الذي خرج وحرم الديموقراطية. لا يوجد من هو غير قابل للنقد.هل سيكونون أفضل من صاحب رسول الله - الخليفة أبي بكر الصديق - حينما قال للناس لقد وليت عليكم ولست بخياركم وقال أيضا فان أخطأت فقوموني !!. الخليفة الأول و أحد المشرين بالجنة يعترف أنه غير معصوم من الخطأ فلما الهجوم على كل من ينقد أي شيخ. و تصل الوقاحة لأحدهم حينما يسمع نقدا أن يقول ماذا رأيتم من الله لتكرهوا شريعته!!!. ليضع نفسة بذالك موضع الشريعة فإذا وصلة النقد كأنما أصاب الشريعة!.


الدين و السياسة

أجل و الله الدين يعلم الناس السياسة لكن الشيخ الذي يدخل السياسة لابد أن يكون مؤهلا لها بالقدر الكافي. فالتاريخ حافل بالسياسيين الذين كانوا في الأصل رجال دين ولعل أشهرهم العز بن عبد السلام. حيث كان شجعا لا يخشي في الحق لومة من لائم. وقف أمام الملك الصالح عماد الدين. ورفض حلفه الذي أقامه مع الفرنجة و ذهب إلي مصر و رحب به الملك الصالح نجم الدين ايوب و ولاه القضاء.
و حينما جاء الملك المظفر قطز ليطلب تجهيز الجيش حاول إستخدام الشيخ و حب الناس له ليجهز جيش المسلمين عن طريق فرض ضريبة على الناس بسبب الحاجة و لكن الشيخ رفض ذالك و قال للملك "ذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا!." قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام، وبدأ بنفسه, فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك, فانصاع الجميع, وتم تجهيز الجيش كله.

خاتمة

أحب أن أختم بكلمه للدكتور يوسف القرضاوي حيث قال -  من كتابة الدين و السياسة - " من الخير أن تدخل السياسة في الدِّين، لا لتتخذه مطية تركبها، أو أداة تستغلها، ولكن لتجعله قوة هادية تضيء لها طريق العدل والشورى والتكافل، وقوة حافزة: تبعثها لنصرة الحق، وفعل الخير، والدعوة إليه، وقوة ضابطة: تمنعها من اقتراف الشرور، والإعانة على الفجور ".

أحمد محمدي


يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



        # - أسطورة فانديتا
        # - وصمة عار
        # -الغباء السياسي
        # -ثورة أم انتفاضة أم مجرد حركة أخري
        #- تحت خط الفقر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات