الخميس، 9 فبراير 2012

ثورة أم إنتفاضة أم مجرد حركة أخري



في نقاش حاد دار بين مجموعة من  الأصدقاء، على أحد المقاهي حينما قال اكبرهم سنا " أنا أعتقد أن ثورتنا ليست ثورة فهي بدون قائد". فرد علية أحد الثورين " كيف بل هي ثورة هي أشرف ثورة " .أثناء هذا تكلم اخر وقال "لا لا لا ليست إلا حركة اخري أو ممكن نسميها إنتفاضة شعبية ". اومأ معظم المتواجدين برؤوسهم "حقا فعلا أصبت ". بيمنا أستمر الشاب الثائر" لا يا حضرات هي ثورة، ثورة ثورة". فتكلم الكبير سنا مرة أخري "لا أولا ليس لها قائد، ثانيا لم تحقق أي شيئ ….. فكيف نقول عنها ثورة؟؟ ". قال هذه الجملة موجها سؤال للشخص الثائر.



طبعا هذه المناقشة هي أحد المناقشات التي ممكن أن تدور أمامك أو تكون مشاركا فيها، في أي مكان فى العمل أو في المقهي أو في البيت أو أثناء إستقلالك لاحد الموصلات.وهي تعبر عن مدي تقدم المصريين فى لغة الحوار بعد الثورة، فقد زالت الحواجز الجليدية التي سهلت علي البشر التحدث بحرية في السياسة دون خوف من بطش أو من مخبر سري يعمل مع امن الدولة. ولكن بسبب إفتقار المواطن المصري. لأليات الحوار و الثقافة العامة فأنه فى أغلب الأحوال لاتوصل هذه النقاشات لحلول جيدة. ولكن لا داعي للتشاؤم فهي البداية نحو مستقبل حر وديمقراطي بإذن الله. في هذه التدوينة سأحاول على قدر المستطاع إستعراض بعض الحقائق دون الإلتفات كثيرا لوجهة نظري الشخصية.


معني كلمة ثورة  

الثورة هي الخروج على ماهو مألوف بدافع الغضب أو عدم الرضا أو التطلع للأفضل. و من ثم تغييرة سواء للأفضل او للأسواء!. كلمة ثورة أساسا تاتي من الفعل يثور. فمثلا نقول ثار البركان بعني أن البركان كان المتعارف عليه أنه  خامدا و بسبب ما انفجر محدثا ثورة تغيير وضعة الساكن لوضع الانفجار. لذالك يمكن أن نفسر كلمة الثورة في ضوء ثورتنا أن شعور عام بعدم الرضا دفع الناس للنزول للشوارع للإحتجاج على نظام إستبدادي إستمر ثلاثة عقود. و بالفعل نجح فى تغييرة.مع أننا للأسف  حتي هذه اللحظة لم نعرف إذا كان التغيير يتجه نحو الأفضل أو الأسواء.



الثورة العالمية

أو Permanent Revolution  وهو مصطلح أمن به الكثير من الثورين على مدار التاريخ من أشهرهم على الأطلاق تشي جيفارا. وهي فى الأصل نظرية للألماني كارل ماركس.وهي عبارة عن الإستمرار في النضال وعدم التوقف أبدا حتى تنتصر ثورة  البروليتاريا فى العالم كله  وليس في مجتمع واحد دون بقية العالم.



رمز الثورات الحديثة

تشي جيفارا Che Guevara. لا يجد الشباب فى العصر الحديث أفضل من جيفارا حتى يتخذونه رمزا ومثلا للشخصية الثائرة الذى لم يكن يكل أو يهدأ فى سبيل تحقيق حلمه وهو قيام الثورة العالمية. ولعله جدير بالذكر أن جيفارا أبعد نفسة عن الحياة السياسية فى كوبا بعد تقلده لعده مناصب كبيرة فى الحكومة الكوبية. و قال "إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي".وبعدها ذهب لينصر الثورات و الإنتفاضات حول العالم مرورا بالكنغوا و إنتهائنا ببوليفيا حيث تم القبض علية هناك من قبل الحكومة و تم إعدامه فيما بعد عام 1967 لينهي أسطورة فى النضال الشعبي و ليظل جيفارا بين الثوار فى العالم رمزا للحرية و الثورة.



الفرق بين الثورة و الإنتفاضة

قمنا في أول التدوينة بشرح كلمة الثورة. أما الإنتفاضة فهي حركة شعبية كبيرة يدفعها الغضب. و في الغالب تكون حركة شعبية موسعة لمقاومة نظام قمعي. أو إحتلال عسكري. ولكنها لا تنجح في عمل تغيير ملموس على عكس معني كلمة الثورة. ولعل أشهر الإنتفاضات فى العصر الحديث هي الإنتفاضة الفلسطينية. حيث تطورت الحركات الإحتجاجيه من الشعب الفلسطيني. على الإحتلال الإسرائيلي لتكون الانتفاضة الشعبية الاولي للفلسطنيين عام 1987 و تنتهي الإنتفاضة بعد صمت عربي مريب سنة 1993 بعد توقيع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على إتفاقية أسلوا مع سلطة الإحتلال و بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن بسبب الممارسات الصهيونية المتطرفة تجاه الفلسطنيون العزل إشتعلت الإنتفاضة من جديد عام 1996 و سميت بإنتفاضة النفق و سميت كذلك نسبة إلى نفق حفر تحت ساحة الحرم القدسي والمسجد الأقصى.و هي مستمرة حتي الأن.



معني كلمة حركة سياسية       

الحركة السياسية هي ببساطه.نشاط سياسي يقوم به بعض الشباب أو بعض النشطاء السياسيين. رغبة منهم فى حث الناس على الإعتراض على الأوضاع المعيشية الأمر الذي قد يلاقي.إستحسان من بشر آخرون يحسون بنفس المعناه. من ما يجعلهم يفكرون فى الإنضمام إلى تلك الحركة للمطالبة بتحقيق مطالبهم الموحدة. مثل حركة كفاية و 6 إبريل و الوطنية للتغيير في مصر و هؤلاء من ضمن حركات كثيرة و التي ساعدت على تأجج الثورة المصرية 25 يناير -2011.
و ايضا حركة احتلوا وول ستريت Occupy Wall Street و التي كانت مطالبها الدعوة على التظاهر و إحتلال شارع وول ستريت إعترضا على السياسات الراسمالية المتطرفة التي تدعمها الولايات المتحدة الامريكية .

ما أشبه اليوم بالبارحة

من لا يقرأ التاريخ محكوم عليه بإعادته.حقا تتشابه الأنظمة الدكتاتورية في العالم كله و تتشابه الثورات.  حتي وإن حدث إختلاف ظاهري في بعض الأحداث لكن لو نظرت للمجمل ستجد ان اي ثورة تقوم بسبب نظام قمعي يستبد الناس و يدعم طبقة غنية مقربة منه و يترك الأغلبية فى الفقر الشديد. ثم تقوم بعضه بعض الحركات التي تلاقي وابلا من التخوين و من الإعتقال و من التشهير. ثم يقتنع الناس شيئا فشيئا  بالمبدأ. ثم يقود غباء النظام نفسة لفعل أعمال حمقاء  تسبب الإحتقان و تساعد على غضب الجماهير. بعدها ينتفض الناس على النظام القمعي. ثم إذا نجحت الإنتفاضة فى التغيير تصبح ثورة. ولعل كل من تابع ثورة الخامس و العشرين من يناير أصبح يعي جيدا هذا الترتيب في قيام الثورات . و لهذا سأستعرض عليكم بعض الثورات العالمية حتي أثبت نظرية تشابه الثورات.



الثورة الفرنسية

تعتبر من أهم الثورات في أروبا. و كانت في الفترة 1789-1799 وقامت الثورة الفرنسية بسبب تملك 1 في المائة من الشعب - و كانوا يسمون بالطبقة الأرستقراطية - كل شي من موارد البلاد و كانوا معافيين من الضرائب . بينما الأغلبية الكادحة من الشعب عاشت فى أجواء شديدة السوء بسبب الفقر و البطالة و انتشار الأمراض. حتي قام مجموعة من الشاب المثقف بالدعوة إلى الثورة حتي إشتعلت و إتسمت بدمويتها. حيث تعرضت أعضاء الطبقات الأرستقراطية لمحاكمات سياسية شعبية و تم اعدام أعداد كبيره منهم بإستخدام المقصلة التي أخترعها الفرنسيون في هذا الوقت لإعدام كبار رجال الدولة كنوع من أنواع الإنتقام.



الثورة البلشفية

تسمي الثورة الحمراء. و هي تعتبر من أول الثورات الشيوعية فى العالم. و كانت تحت قيادة فلاديمير لينين وكان هدفها القضاء على الرأسمالية الإقطاعية. و العدل و المساواة و تحقيق الإشتراكية الكاملة. وفقا لنظرية الألماني كارل ماركس. و إندلعت فى عام 1917.ولكنها واجهه صعوبات ديمقراطية شديده بسبب رغبة قائدها بلشفة روسيا لتصبح كلها تابعه للحزب الإشتراكي. و بهذا إنتقلت روسيا من عصر سيئ إلى عصر أسواء تحت قياده الشيوعيين.



الثورة البرتقالية فى أوكرانيا

قامت خلال الفترة 2004-2005 و قامت بعد سلسلة من الإحتجاجات بسبب تزوير الإنتخابات الرئاسية في البلاد. مما أدي ألي إشتعال .و كان طرفي التنافس في هذه الثورة هم: الطرف الأول: رئيس الجمهورية فيكتور يوشيشينكو، وحليفة زعيم كتلة المعارضة البرلمانية (الأقلية) يوليا تيموشينكو. الطرف الثاني: رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش وحلفاءه زعماء كتلة الأغلبية البرلمانية.



الثورة الرومانية

من وجهة نظري هي أكثر الثورات شبها بثورتنا المجيدة. و أتمنى أن لا تشبها فى نهايتها المأساوية فبعد أن كانت الثورة في رومانيا. تعد من أمجد الثورات و كان العالم كلة ينظر لمها نظرت تبجيل و إحترام. لكن سرعان ما ضاع كل هذا و تحولت إلي أضحوكة بعد أن تم سرقتها بسهولة على يد رجال الصف الثاني من الحزب الحاكم المخلوع. لعل الله ان لا يجعل نهيتنا مثل هذه النهاية.
بدات الثورة فى رومينا عام 1989 على الدكتاتور الظالم نيكولاي تشاوتشيسكو بسبب الفقر الشديد الذي عم على البلاد بسبب سياسته المتطرفة التي كان دائما ما يبررها بحاله التقشف الإجباري المفروض علي الشعب حتي يتمكن من تسديد ديون رومانيا في زمن قياسي و على العكس تماما كان جنون العظمة تملكه تماما  حيث كان يكلف المشايع التي تخدم نرجسيته الأموال الطائلة من ما ارهق الإقتصاد الروماني بشكل مبالغ، كما أنه  إستخدامه الآلة البوليسية لقمع الشعب الروماني و إرهابه حتى لا يقوي على المطالبة بأي شيئ.
طبعا بعد كل هذا إنفجرت الثورة فى رومينا و إستمرت أسبوع واحد فقت!. و ساعدتهم المؤسسة العسكرية فى التخلص من الديكتاتور و محاكمته محاكمه سياسية إستمرت لساعة واحدة ثم تم إعدامه هو و زوجته. وتم الإنتهاء من النظام الشيوعي في رومينا و حل محله حكم ليبرالي جديد.ولكن بعد ذالك تم سرقة الثورة بمساعدة المواطنين الشرفاء وهم الفلاحيين و العمال و الفقراء الذين أنهكهم طول الفترة الإنتقالية  و بداوا يصدقوا كلام الحكومة الانتقالية حول أن الثوار خونه ويتلقون معونات من الخارج إلي آخرة من ما ادي إل غياب الديموقراطية عن رومينا حتى عام 2004.



الربيع العربي

عاشت بعض الدول العربية حالة بجاحة سياسية من قبل رؤسائها و احزبها الحاكمة  و خصوصا عامي 2009 و 2010 حيث ظهر جليا للعالم مخططات توريث الحكم و إفساد الحياة السياسية عن طريق السيطرة على كل القوي داخل البلاد و حتي يصب كل هذا الفساد فى حساب المنتفعين من الأثرياء في هذه البلاد. ومع طول فترة سكوت الشارع العربي على الظلم و على التجاوز فى الحق أعطي كل نظام الحق لنفسة ليعث فى الأرض فسدا كما يريد. و تجلت هذه الظاهرة فى مصر بالتحديد حينما تم و بكل فجور تزوير نتائج إنتخابات الشعب وغض البصر عن كل القرائن التي جمعتها المنظمات الحقوقية في هذا الشان. الأمر الذي دفع المواطن العربي إلي النظر نحو مستقبل مجهول. لم يعد يري نصيبه في وطنه. و اصبح تائها يحاول التشبث ولو ببصيص الأمل في حياة أخري كريمة و لكن خارج وطنه. إرتفعت نسبة الفقر و البطالة و الهجرة و اصبح الشباب يعيشون كابوسا أسمه النظام الحاكم. حتي جاءت لحظه البداية بعد أن أحرق البوعزيزي نفسة. و إنفجرت تونس و انفجر بعدها الكثير من الشعوب العربية حينما أدركوا ان التغير ممكن إذا تكاتفوا كلهم نحو هدف واحد.   



ثورات أخري

كنت قد تحدثت فى تدوينة سابقة عن الثورة النيلوليثيه وقلت أنها ليسه ثوره بالشكل المتعارف علية بل هي إنتقال الانسان من حياة صيد الحيوانات و جع النباتات إلي الزراعة و تربية الماشية.وحتي هذه الثورة تمتلك نفس مدلول الثورة التي تقوهم على مقاومة الظلم. تقريبا الفكرة واحدة. فالغرض من الثورة كسر الحاجز النفسي و القدرة على التغيير. وعلى غرار ذالك ممكن أن نري الثورة الصناعية فى أروبا حينما أستبدل الإنسان الصناعة اليدوية بالآلات التي تعمل بالبخار و الثورة التكنولوجية و التي نعيش فى أثرها حتي يومنا هذا ولولها لما كنتم تقرئون هذه التدوينة.  

الألة البخارية
الخاتمة

من وجهة نظري ليس للثورة نهاية. و ثورتنا التي نجحت في إسقاط الديكتاتور لابد أن تستمر.ليس فى الميادين فقط بل في داخلنا  ايضا  . علينا ان نثور على كل صفاتنا السيئة. كالغش و السرقة و الرشوة و الفساد علينا أن نثور على شخصيتنا و أن نحاول جاهدين أن نصلحها. علينا أن نحب أخونا فى الوطن ، علينا أن نتقبل الأخر مهما كان فكره و أو درجة إختلافه معنا، علينا أن لا نخون بعضنا، ولا ولا ننظر للثوار على انهم من يقفون في وجه عجلة التنمية. من أراد الإعتصام فليعتصم و من لم يرد هو وشأنه، علينا أن نؤمن بالحرية و الديموقراطية، لأنه ببساطه كل الدول التي أمنت بهذه المبادئ تقدمت و أصبحت في مصاف العالم الأول فهل سيأتي علينا يوم و نحن نسبقهم أم أن هذا من ضرب الخيال.



أحمد محمدي  

يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



        # - أسطورة فانديتا
        # - وصمة عار
        # -الغباء السياسي

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

كلام أكثر من رائع و ننتظر منكم المذيد

غير معرف يقول...

ماشاء الله و الله قوي .... بارك الله فيكم

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات