السبت، 9 مايو 2015

نورت مصر

في محاولة لبناء الوطن من جديد ، لابد أن يعي الجميع حقيقة مهمة جدا ، ألا وهي أن مصر لا يوجد فيها مصدر سريع و مؤثر في الوقت الحالي للإقتصاد ، غير السياحة  ، ملاين الشباب يعملون في هذا القطاع كما يؤثر هذا القطاع على قطاعات عدة تعمل و التي تنتعش بالتزامن مع إنتعاش هذا القطاع ، لو فرضنا مثلا هناك فنادق و وجهات سياحية ستجد شركات سياحية تعمل على جذب السياح ، ستجد موردين للأطعمة و مهندسين صيانة و حتي عمال النظافة الكل يعمل في خلال منظومة تجذب الربح المباشر لقطاعات كبيرة من الشباب المصري ، و لا أدري الحقيقة لماذا تتجاهل الحكومة كل أشكال تعطيل العمل السريع في تطوير هذا المجال ؟؟!! . الذي أصبح بعد ثورتين منهار بشكل كبير ، لماذا تترك بع الأمور في أيدي من نسميهم البلطجية حتي يخربوا إقتصاد البلد بشكل أكبر ، لماذا السكوت عن هذا .. لابد أن نعطي الأولوية لبناء  الإقتصاد حتي يعود الإستقرار من جديد.


بلطجي المطار 

مطار أي دوله هو عنوان تلك الدولة حينما تأتي لبعض الدول يستقبلوك بالأزهار هم يردون منك حينما تعود لبلادك أن تحكي لأهلك ماذا وجدت في تلك البلد من حسن المعاملة و طيب الخلق ، لا أن تجد بلطجي  أو أكثر و قد سيطروا على مواقف السيارات في مطار القاهرة و يهجم عليك أحدهم لحظه خروجك لينتزع منك حقائبك و يساعدك "بالعافية" على وضعها داخل سيارتك أو سيارة الأجرة . ثم يقف بكل بجاحه و قد أحاط به حوالي 4 أو 5 رجال ليبتزوك علنا أمام مرئ و مسمع كل سلطات المطار بما فيهم أمن المطار و كأنهم أصحاب المطار يأمرك أحدهم بصوت جمهوري قائلا "يلا يا باشا راضي الرجالة" طبعا تحت تأثير الخوف ممن ممكن أن يفعلوه في أغراضك أو فيك أنت شخصيا فتجد نفسك تعطيهم بعض الاموال ، ولكن لن ينتهي الكابوس بعد سيطلبون المزيد من الأموال ممكن أن تسمع كلام مثل "طب دي يا دوبك ليا أنا فين بقي لبقيه الرجاله ؟؟!!" أو "لاء ما ينفعش يا باشا أحنا عاوزين من الاخضر أو من الاحمر حسب المكان الذي قدمت منه" ، ؟!!! هل تدرك سلطات الدولة خطورة ما يفعله هؤلاء ، أنهم يدمرون السياحة من منافذ الدخول كيف تردي الوضع حتي وصل لتلك المرحلة المزرية بعض الأصدقاء أخبروني أن هؤلاء البلطجية حينما ترفض إعطائهم مالك و تهددهم بطلب أمن المطار يخبروك أنهم يقسمون ما يربحون مع الأمن و تلك كارثة أخري أي أن عملهم له غطاء .. كيف يمكن أن تزدهر السياحة في بلد نستقبل فيه الغرباء بهذا المنظر  ؟؟؟؟ الحقيقة لا أعلم. 



الركين 

لو وجدت مساحة في أي شارع رئيسي في جمهورية مصر العربية لتركن سيارتك ، فانت حقا شخص محظوظ ، ولكن إنتبه هناك من سيطر على الرصيف الموازي لمكان الركنة ، و حينما تنتهي من مشوارك ستجده أمامك يطالبك بثمن الوقوف و من طرائف الأمور بعضهم يعطيك إيصالا بالمبلغ الذي دفعته ؟؟؟!!! ، بعض دول العالم المتقدم تجعل ماكينات للإنتظار في الأماكن العامة فتدفع مقابل الإنتظار في مكان مناسب و بسعر مناسب ، و يذهب هذا المبلغ للدولة لكي تقوم بصرفها بشكل يحقق عدالة في توزيع المال العام . لكن في بلادنا الغالية تذهب هذه الأموال في جيوب البلطجية و من يقف ورائهم ، كيف لدوله محترمه تريد الرياده في مجال السياحة أن تسمح بان يسيطر بلطجي علي شوارع مدينة و يبتز كل من يحاول  ركن سيارته فيها ؟؟ ذات مرة سألت أحد هؤلاء البلطجية من سمح لك ذالك قال لي أنه يستأجر هذا الرصيف من المحافظة ؟؟!!!! وحينما أخبرته أنني لست مسؤول و أنا فقط مواطن عادي و سادفع له أنا فقط اريد ان اعرف ما الذي يحدث هنا ، أبتسم لي إبتسامة ثقة و قالي بالحرف "أهو يا باشا بنحاول نطلع أي مصلحة ولا نروح نسرق أحسن"  على  أساس أنه يعتقد أن ما يقوم به هو عمل شريف ؟؟!!  و أخبرني أيضا أن هناك من يدعمه من داخل الشرطة  و الأدهي أن هذا الشخص يتصل به كلما مرت حملة تفتيش حتي يتواري ثم يعود لفرض سيطرته على الشارع بعد رحيل الحملة ؟؟!!.  فأين الدولة من هؤلاء ؟؟!!.


ماسح الزجاج

بإختصار ماسح الزجاج هو بلطجي أخر لم يستطيع ان يجد مكان على الرصيف ليفرض سيطرته عليه ، بسبب أن كبار البلطجية قد سيطروا علية بالفعل .  فأتجه نحو المناطق المزدحمة، تجد نفسك و أنت تسير في أمان الله شخص وضع فوطة متسخة جدا على زجاج سيارتك و ستجده يبدأ بدون إستئذان  في تشويه زجاج سيارتك و تجد نفسك تقول له كفي ، فيأتي لك ويقول أنه مريض او أنه يريد ان يعمل حتي لا يذهب في سكة البلطجه و الحرام و في الاغلب يسير و معه عصا  ، حتي يعطيك إنطباع أنه مستعد لتدمير سيارتك لو لم تدفع أخبرتني أحد قريباتي أنهم هددوها بإختطافها هي وسيارتها حينما رفضت أن تنصاع لإبتزازاتهم الحقيرة؟؟؟!!! قالوا بالحرف حينما ياسوا منها " شكل العربيه دي هتنخطف بالفيها النهاردة " … مستحيل أن تكون دوله ذات سيادة و فيها مثل هذا ؟؟؟؟!!. 


فتاة المطار. 

لا يقتصر أمر فرض السيطرة علي فئات الفقراء فقط هناك أيضا بلطجية من الأغنياء ، حينما تشتبك مع أحد منهم ستجد في الصدارة كلمة "أنت مش عارف أنت بتكلم مين ؟؟" حصلنا الرعب يا فندم . تصرف فتاة المطار ليس غريبا على الشارع المصري هوه تصرف معروف و مدروس. اراه يحدث أمامي منذ إن كنت طفلا . هناك بداخل المصريين من يعتقد نفسه فوق القانون أنه يستطيع أن يخرج من أي مشكلة "ذي الشعرة من العجين" بإستخدام الواسطة أو نفوذ أحد الأقارب "المهمين". أو عن طريق محامي بارع في ثغرات القانون المصري ، هذا القانون الذي أصبح غير محترم من كل الشخصيات التي ذكرتها في تدويناتي هذه. فتاة المطار للأسف ليست حاله شاذة هي حاله عامة توجد بداخل كل واحد فينا لو كان علي ثقة بانه سوف يخرق القانون و أن القانون الذي يسير علي الناس لن يسير علية ، ببساطة لأنه فوق القانون. 


سياحة داخلية

 حينما كانت الفنادق تعمل في أوجها قبل الثورات المصرية  ، كانت الفنادق لا تحبذ التعامل مع الزوار المصريين ؟؟؟!! تخيل فنادق في مصر و يعمل بها طواقم مصرية ولا تريد مصرين فيها كزبائن ، و سأزيدك من الطين بلة  حينما أخبرك أن هناك فنادق من ضمن سياساتها عدم قبول مصريين من الأساس . و بينما الفنادق التي ممكن أن تقبل المصريين تعطي دائما للمصرين أسعار مرتفعة جدا ، و تلك الاسعار جعلت فئة كبيرة من المصريين ينظرون لأماكن في مصر كشرم الشيخ و الغردقة كأنها أماكن خرافية بعيدة كل البعد عن متناول أحلامهم . إلا أن الركود الذي اتي بعد الثورة جعل معظم هذه الفنادق تتراجع عن غرورها و تعطي عروض جيدة للمصرين حتي لا تغلق نهائيا ، في حديثي مع مدير أحد الفنادق السياحية أخبرني أنهم مجبرون علي ذالك حتي يعملوا ؟؟!!. المشكلة التي تجعل المصريين غير مرغوب بهم في الفنادق المصرية هي ثقافة الزبون المصري الذي يعتقد أنه بثمن الغرفة الذي دفعه قد إمتلك الفندق بالكامل ،  من الممكن أن ياخذ معه حوائط غرفته وهوه راحل لو إستطاع ذالك ناهيك عن معاملة العاملين في الفندق التي يدخل فيها الكثير من الكبر و التعالي  ،  بالإضافة إلي بعض العادات السيئة التي تأتي من المصريين للأسف مثل التحرش الفج بالسياح الأجانب أو إرتداء ملابس غير مناسبة للمكان أو تجاهل معاير السلامة أو النظافة في إستخدام أي شيء داخل المدينة السياحية. و حل هذا سهل جدا عن طريق أن تتبني الحكومة حملة توعية كبيرة للمواطنين الذاهبين للإستمتاع بشواطئ مصر على الأمور التي يجب أن يلتزموا بها حتي يستمتعوا ولا يفسدوا متعة الأخرين، ممكن أن تدر السياحة الداخلية أضعاف ما تدره السياحة الخارجية من أموال كما أنها تستطيع أن تحرك مبالغ كبيرة من تلك التي يضعها المصريون "تحت البلاطة " في السوق المصرية .


في النهاية 

مصر دولة جاذبة للسياحة هذه حقيقة كبيرة  ، كيف في دولة مثل مصر نجد هذا العدد الرهيب من الفنادق المفلسة و الشركات السياحة التي  أغلقت بسبب الركود السياحي ، لا يجب أن نحمل الثورة او الشباب الثوري ، نتيجة أخطاء هي في الحقيقة ما تسببت في تراجع اعداد السياح لدينا، كل أو معظم السياح الأجانب ياتون من ثقافات تسمح بالتظاهر و المعارضة ، فاخبار المظاهرات لن تمنع أي سائح من القدوم إلي مصر ، ما سيمنع السائح فعلا أنه ياتي إلي مصر هو ان يكون له قريب قد قابل أحد الأشخاص الذين كنت قد ذكرتهم في مقالي هذا و تخيل تجربه لسائح منذ أن دخل البلد و قوبل في المطار  بالشكر المذكور سالفا و حتي خرج منها ، و يرويها على صفحته الخاصة ، تخيل كيف ممكن لقصه مثل هذه أن تدمر السياحة في مصر .. أتمني أن تعود السياحة من جديد  . أنا شخصيا عملت في مجال أنظمة الفنادق لفتره كبيرة و أعرف جديا حجم الخير الوفير الذي يأتي مع قدوم السياح إلي مصر  ، و أتمني أن تعود مصر بلد الأمن و الأمان من جديد. 



 أحمد محمدي 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات