خرج للتو من التاكسي بعد أن أعطاه مبلغ 10 جنيهات و بالرغم من أن الأجرة غير كافية ، إلا أن سائق التاكسي لم يحرك ساكنا بسبب شكل الرجل المريب ، تحرك أبو مصعب في الزحام الشديد متجها إلي محطة متروا حدايق القبه و هناك و جد من يرتدي المنديل الأصفر يقف من بعيد ينتظرة بجوار شباك التذاكر ، أقترب منه أبوا مصعب و في هذه اللحظة ذهب صاحب المنديل الأصفر و وقف في الطابور و وقف خلفه أبوا مصعب ثم قاله له السلام عليكم هوه ده مش الي بيروح الجنه ؟؟!! رد صاحب المنديل الاصفر لاء دي سكه "ألي بيروح ما بيرجعش" فرد أبوا مصعب "سكتنا واحده إنشاء الله" ، أقترب الشخص ذو المنديل من الشباك و طلب تذكرة ثم ترك حقيبته و انصرف ،أقترب أبوا مصعب من الحقيبة في توجس و أخذها و طلب تذكره من محصل التذاكر و أنصرف هو الأخر ، بداخل عربة المترو فتح أبو مصعب الحقيبة و كان بها لفافة صغيرة أخرجها و وجد بداخلها ميكروفيلم و ورقه مكتوب عليا "المعلوم وصل لأهله و أنت وصل الأمانه لأصحبها" حينما نزل أبوا مصعب من المترو أخرج تليفونه و أتصل بالأمير و أخبره أنه أخيرا حصل على التسريب الجديد.
حماقة
الحماقة بعينها أن تتوقع أخد شيء و أنت تجهل تماما مصدرة فيصور لك خيالك المريض قصه هلاميه كتلك التي ذكرتها سابقا حتي تستريح نفسيا و تبرر لنفسك فكرة أنك لم تكن أبدا "قفا كبير" أو "مغفل" بدرجة حمار. أوجه كلامي إلي جمهور التسريبات في وطننا الغالي ، كثيرون حقا هم من لا يمتلكون عقلا نقضيا ، ربما بسبب طريقة التربية اللوذعية التي كانت هي أسلوب حياتنا منذ نعومه أظافرنا أم هو الفكر التشجيعي الصريح الذي يتمتع به أغلبية الشعب المصري ، حينما يكون التسريب لفريقك ينكره عقلك بإصرار ذالك الإصرار العنيد الذي من الممكن أن يتقبل أي تبربر أحمق ترضي به غرورك حينما يكون التسريب على من هم وضعتهم بداخل الفريق المنافس.سذاجة
حينما أشتري النجم الراحل إسماعيل يس العتبة الخضراء في فيلم العتبة الخضراء ، كان يمثل السذاجة وليس الجهل و السذاجهة هنا هي قله الخبرة فربما لو كان عرف ساعتها أن هناك أملاك للحكومة و أن هناك ما يسمي بالمال العام و المال الخاص لربما فشلت معه كل حيل الفنان أحمد مظهر و لم يستطيع أن يشتري الهوا كما حدث في أحداث الفيلم الرائع ، ولكن العجيب في الموضوع أن هناك من يحاول أن يشتري العتبة الخضراء بكامل وعيه و "بمذاجة" بل و حينما تحاول أن تقنعه بأنه قد يرتكب حماقة تراه يصر عل تلك الحماقة بكل ما أوتي من قوه و كأنه يقول للصحافة الصفراء "أنا قفا تعالوا إشتغلوني" .صحافة التسريبات
في كل أنحاء العالم صحافة التسريبات تسمي صحافة صفراء ، بالرغم من أنها تكون مصحوبه بصور و بفيديوهات لتأكيد الحادثة حيث يبرع "الباباراتزي" أو مصوري الفضائح في إلتقاط الصور و الفيديوهات لكي يدعم قصته عن فضيحة معينة ، أعتقد أنه لو في بلاد الغرب جائت صحيفة أو قناة بتسريب او فضيحة صوتيه فقط لكانت الفضيحة لتلك القناه بغض النظر عن المحتوي ، فنحن في زمن التصوير الرقمي و الكاميرات متناهية الصغر ، أعتقد أن التسجيل الصوتي فقط أنتهي من العالم بعد أيام السادات ، من يصدق التسجيل الصوتي الغير مدعوم باي دليل اليوم ؟؟؟؟ … أنا أقول لك إذا كنت من أنصار الفريق المنافس للفريق الذي خرج عليه التسريب تأكد أنك سوف تؤكده بدون أي دليل أما لو كنت من أنصار الفريق صاحب التسريب فمكانه عندك في خانة الإنكار .
صناعة التسريبات
"الصحفي لا يسأل عن مصادرة" هذا الكلام ينطبق على جهات التحقيق أي أنه لا يجوز سؤال الصحفي عن مصادرة لضمان حريه الصحافة و خلافة .. مع ان هذا لا يحدث على أرض الواقع و غالبا يقر الصحفي على كل مصادره من أول قلمين ، لكن دعنا من ذالك منذ ظهور صحافة التسريبات من خلال الصحفي "الذهبج" و المذيع "الفشيخ" عبرحيم علي ، حتي تسريبات القناة القطرية المثيرة للدجل و الهبل ، ولم يسال أحد نفسة من أنصار تلك التسريبات عن مصادر تلك التسريبات "الفشيخة" و أتذكر كاتب كويتي كان يتحاور مع مذيعة في القناة القطرية إيها حينما وجه لها نفس السؤال المطروح الأن و كانت الإجابة أن القناة تأكدت من التسريب بالنيابة عن كل مشاهديها بإعتبار أنهم خرفان و انها تقدم لهم "بهاريز" الأخبار على الجاهز بدون أن يتعبوا أنفسهم و يفكروا ….. و ربما لو فكروا لدقيقة لوجدوا ان صناعه تلك الأصوات سهل جدا في سنه 2015 حيث توجد برامج متطورة لتعديل الأصوات ناهيك عن بعض المحترفين في تقليد الأصوات و في النهاية المتفرج شخص عادي وليس خبير.نهاية
في النهاية أنا لا أشكك في شيء ولا أكذب أحدا ولكنها دعوه للتفكير المنطقي بدون تدخل العاطفة و بدون تعصب ، لو هناك تسريب بدون دليل حقيقي يقبله العقل و المنطق ولا يصنف المشاهدين كأنهم قطيع من الخرفان ، في هذه الحالة فقط من الممكن أ ن نتقبل فكرة صحه التسريب ، أما لو كان غير ذالك فمكانه الطبيعي هو من يذيعه على الناس "صفيحة الزبالة" .
أحمد محمدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق