الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

سر فشل الكرة المصرية

طوال حياتي كنت مؤمن بمبدأ  ثابت و هوه أن إدراك الفشل بداخل نظام فاشل لا يعتبر فشل ، بينما النجاح خلال هذا النظام من الممكن أن نعتبره نجاح ضد الظروف ، كيف نطالب منتخب الدولة التي تغلغل فيها الفساد لدرجة مرعبة أن يخلوا من هذا الفساد بكل بساطه و سهولة و ينهض ليحقق البطولات ؟؟!! شيء غير منطقي طبعا ؟؟ لن يكون هذا المقال أو التدوينة تدوينه عادية لن نقول نحن نملك منظومة رياضيه فاشله بسبب الجهاز الفني أو اللاعبين أو أي شيء أخر من هذا القبيل ، و لكن سنتوجه نحو الأسباب الحقيقة للفشل دون تعليق الفشل على شماعة الظروف الفاسدة. 

أبطال إفريقيا و غرور الأمس

أجل نحن بلا منازع ابطال إفريقيا في كرة القدم ، ولكن حينما كنا على القمة نظرنا إلي القاع و كانهم حثالة القارة من تلك الفرق حتي يهزمونا ، أذكر بكل أسي حينما رفضنا بكل تكبر أن نشارك في بطولة أفريقيا للمحليين حتي عن طريق إرسال فريق من الدرجة الثانية أو حتي فريق شباب أو ناشئين ، ولكن خوف المسؤولين من الفشل أو من المسائله حتي  جعلهم ينظرون إلي تلك البطولة على انها لقمة الغلابة و نحن أصحبا ال 7000 سنة حضارة لايمكن أن نشارك في تلك البطولة الضعيفة التي ليست من مستوانا .. و كانت النتيجة معروفة إنهزمنا من أضعف فرق القارة و خرجنا من التصفيات التالية لبطولة أمم أفريقيا من منتخبات أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة ولكن تلك المنتخبات شاركت في البطولة المغضوب عليها من قبلنا ، و إستطاعت أن تكتشف ذاتها بعيدا عن الكبار و النتيجة فشل جديد لنا بسبب التكبر …. أجل ما نجنيه اليوم هو غرور و تكبر البارحة. 

السقوط إلي القاع

ربما يكون الوصول إلي القمة سهل لكن البقاء عليها من الأمور التي تتطلب الجهد الكبير ، أما في حالة السقوط من القمة إلي القاع فهذا يعني ان هناك خلل ما شيء غير طبيعي ، إعتزال اللاعبين يحدث في كل العالم و دائما يكون له تأثير و لكن بنسبة محدودة و من غير المقبول أن نعلق فشلنا على إعتزال حفنة لاعبين؟؟؟ أردد مرة أخري هذا ليس منطقيا ؟؟ ، 

سر الخلطة

المدرب المصري أوه أسف أقصد العقل المصري عقل مبني على الرجعية و التخلف بإمتياز ، كل أب يحاول جاهدا أن يجعل إبنه نسخة منه أو نسخه من شخص ناجح كان يطمح هذا الأب يوما أن يكون شخصا في نجاحه ، و النتيجة أنتجنا اجيال من معدومي الإبداع و التفكير النقدي ، و لأننا دائما ما نضع الثوابت و الخطوط و الحمراء التي مجرد التفكير في كسرها يعتبر خطيئة كبري ، فلا تتوقع أن يخرج في المستقبل جيل أفضل من هذا ، و لربما أصابك الرعب حينما تعرف أن أصحاب العقول المختلفة و الذين يفكرون خارج الصندوق و نستطيع أن نقول عليهم مبدعين هم قله قليلة مندسة في وسط جحافل المصريين الذين أغلقوا على عقولهم الصناديق و قرروا أن يعيشوا في داخل خطوطهم الحمراء بدون أي تجديد أو إبداع. 


ما هذا ؟؟!!

سر تلك الفقرة الأخيرة الطويلة و التي تتحدث عن المبدعين في بلادنا ، في الحقيقة هي مهمة جدا لأنها المشكلة الحقيقية التي تواجه منظومتنا الكروية ، ألا تلاحظون أن التغيير في طريقة لعب كرة القدم المصرية دائما ياتي من خارج  البلاد ، أغلبية المدربين المصريون لا يمتلكون الخيال ولا الإبداع و بالتالي لا يستطيع تطوير أداء فريق في مصر ، دائما نحتاج إلي مجدد يأتي لنا بالجديد مثلا مدرب الأهلي المصري مانويل جوزية ، و الذي قام بتطوير أداء اللاعبين بشكل سهل علي حسن شحاتة أن يتفوق بخطط عادية على منافسين أقوياء . تطوير اللعبة جاء من الخارج لا من الداخل ، لا بد من دعم المدربين ذو موهبة الإبداع لو أردتم أن تقوم قومة للمنتخب المصري من جديد . 

الاهلي و الزمالك

أهم أسباب فشل الكرة المصرية هما فريقي الأهلي و الزمالك ،دائما تري الأعلام و الجماهير و المحللين و حتي من يعلمون في المناطق الحساسة كالحكام مثلا ينتمون لأحدي الناديين. من محافظة الإسكندرية و حتي أسوان تجد متا بعين الناديين فقط ، و كأن الدوري المصري أسمه دوري الأهلي و الزمالك ، لم أري في حياتي بلد كل من فيها ينتمي إلي ناديين فقط ، و لهذا كل أندية الدوري الأخري تعاني من الفقر أو من التبعية للمؤسسات الحكومية أو السياديه كالشرطة أو الجيش ، في وسط كل هذا من الصعب أن ينموا دوري حقيقي ذو فرق كلها تنافس على البطولة ، و السبب في تلك المهزلة هو الإعلام الذي تلون بألوان الناديين منذ القدم لم تكن تذاع مباريات إلا لهم و كان بقية الفرق من أولاد البطة السوداء ، مما تسبب في نمو قاعدة جماهيرية كبيرة لهم جعلتهم الأغني في مصر بل و دائما ما يكون قوام المنتخب منهم حتي و هم في أسوء حالاتهم و لا عزاء لكل اللاعبين المجتهدين في بقية أندية الدوري .

دوري الطبقية و الكفتة

في بيئة مثل هذه هل من الممكن أن ينموا الإبداع ، قطعا لا ، لو الحكم ظلم الأهلي أو الزمالك لقامت الدنيا ولم تقعد اما لو كان الفريق من الاندية الاخري فالأخطاء التحكمية تحدث في العالم كله و المهم أن النادي العريق ذو الجماهيرية الكاسحة قد  فاز و الحمد لله ….، دعنا الأن ننتقل لننقل فرحة جماهيره في كل ربوع مصر و شكرا .



أحمد محمدي  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات