إن كنت في أرض النفاق...فمل بساق و أعدل بساق...لاتصادق ولا تفارق...وقابل الكل بالأعناق...كل شيئ كأي شيئ...بلا إتفاق و لا إفتراق!!. النفاق أصبح واقع ملموس في حيتنا اليومية. تنزل الشارع تجد الناس ينافقون بعض. تذهب إلي العمل تقابل أكثر كارهيك يقابلك بالأعناق و الكثير من "إذيك يا حبيبي" و تجد إبتسامة صفراء عريضة قد إرتسمت على وجهة، و حينما تعود منهكا من عملك و تجلس أمام التلفاز لتتابع الأخبار تجد نفسك وبدون أي مقدمات قد سافرت إلي أرض النفاق.
أرض النفاق هي رواية للأديب المصري يوسف السباعي صدرت عام 1949 و كانت تناقش فساد المجتمع بشكل ساخر وقد أهدى يوسف السباعي الرواية لنفسه، ساخرا بذلك من كل المنافقين. فضح الكاتب في تلك الرواية كافة أشكال السقوط الإجتماعي الذي كان يعيشه المجتمع المصري في هذا الوقت. بشكل هزلي و هادف، حيث بين أن أفضل الطرق التي تؤدي مبشرتا إلي تحقيق الأهداف هي أن تنافق أصحاب السلطة حتي تصل لكن تأكد أنك لن تستمر طويلا هناك.تحولت تلك القصة إلي فيلم سينمائي سنة 1968 وقام ببطولته الفنان الراحل فؤاد المهندس.
الأديب المصري يوسف السباعي |
تعريف النفاق
النفاق كمصطلح يعني أن يظهر الإنسان عكس ما يبطن لغرض يصبوا إلي تنفيذه.أما منصب أو مال أو حتي توطيد لعلاقاته بين الناس. ويعرف عن المنافق أنه يصنع لنفسة عدة أوجه يستخدمها عند الطلب. و النفاق من الصفات البشرية الغير حميدة و دائما تجد المنافقين حول أصحاب المناصب العليا، ليتربصوا منهم تحقيق أي مصلحة. وحتي في تاريخنا الإسلامي هناك من أشتهر بالنفاق و كانوا ينافقون الرسول صلي الله علية وسلم، و يتظاهرون بالإسلام و يخفون الكفر وقد قال الله تعالي فيهم "يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ " سورة البقرة أية 9. ومن اشهر المنافقين في الإسلام هو عبد الله بن سلول.
ما أشبه اليوم بالبارحة
اشتهر الشعراء في العصور الوسطي بانهم أدوات الملوك الإعلامية فكانوا يتبارزون بالأبيات أمام الناس و طبعا لا تخلوا أبياتهم من كلمات المدح في الملوك. و كان الملوك يجزلون لهم العطاء بل كان بعض الملوك يحتفظ في البلاط الخاص به بجيش من الشعراء ، يمدحون فيه ليلا نهارا بل ويهاجمون اعدائه و يهجونهم بأشنع الألفاظ. ويظل الشاعر في الميادين المخصصة لألقاء الشعر يتحدث بلغة بليغة جدا عن قدرات الملك و إمكانياته و حبه للناس البسطاء وعدله. وسبحان الله منافقين الأعلام يتواجدون في كل مكان و زمان.
منافقين العصر
تطور أدائ المنافقين في عصرنا هذا و صاروا يتخذون أشكلا، و انواع عدة و تنوعت مصالحهم و اهوائهم و أصبحت تراهم في كل مكان في العمل في التلفاز وحتي للأسف تحت قبة البرلمان الموقر بالرغم من قدسية هذا المكان و الأمانة العظيمة التي يحملها أعضائه. فقد صدمت منذ بضعة أيام علي مجموعه ليست بالقليلة من نواب الثورة يصفقون علي كلمة قالها وزير بدون دليل و ينحازون بشكل سافر للحكومة مع أنهم نواب الشعب لا الحكومة و أداة الشعب لتقويم الحكومة لا للتصفيق لها حتي لو كانت علي صواب. فالفكرة هنا أن الحكومة أن أصابت فهذا واجبها لأنهم في الحقيقة خدام للشعب، أما أن أخطؤ فيجب محاسبتهم. لا أن يتم التصفيق و التطبيل لهم علي أي تصريح مرسل بدون دليل؟؟!!.
منافقين الإعلام
وهم الأشهر حاليا و سأخصهم بالتحليل في هذه التدوينة بسبب أهميتهم الواضحة في التضليل و الإفتراء علي الناس. هم إعلاميين قد إختاروا طريقهم بعناية واضحة، إختاروا أن ينحازوا للحكام و أن يتحدثوا بلسانهم، حتي ينالوا الرضا و لا ينقطع الإرسال عن برامجهم او على الأقل أن يظلوا يعملوا دون مضايقات من الأجهزة الأمنية . ومنهم من يريد هدف معين من مسؤول مثلا فيظل يمدح في ذالك المسؤول حتي إذا شاهده المسؤول رضي عنة و أتم له مصلحته. و قد يستمر الأمر لدرجة طمس الحقائق أو تزييف الواقع، او حتي بث مقاطع فيدوا علي قنواتهم مفبركة و يظلون يخالفون ضمائرهم في وصلات تمتد لساعات.
مدعي التدين
أن تطلب الدنيا بمزمار خير من أن تطلبها بالدين....النفاق بالدين هو المصيبة بعينها هذا المنافق وقد يكون يعتقد في عقلة أنه بنفاقه هذا قد ينصر قضية أو قد يوجه الناس نحو هدف يريد تحقيقه. ولكنة بهذه الطريقة لا يدري هذا الأحمق أنه يفقد مصداقيته بشكل تدريجي. لآنه ببساطة يعتمد علي سذاجة الناس و حتي الساذج قد ياتي علية وقت ويفهم و يدرك حقيقة الأمر فأنك إن إستطعت أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت لن تستطيع أن تخدع كل الناس لكل الوقت!. الغريب في الأمر أن المنافقين في هذا المجال يوجهون الناس إلي أن اي نقد يوجه ضدهم. موجه تجاه الدين وكأن إذا انتقد الناس شخصا فقد انتقدوا عائلته كلها بل و منهجه و التيار الفكري التابع له. و الغريب أنهم دائما يصفون الشيوخ - الذين نكن لهم كل تقدير و حب - بأنهم معصومون من الخطاء مثل الأنبياء؟؟!!. حتي يحققوا هدفهم في ان يحبهم تلاميذ و محبي الشيوخ و في نفس الوقت يكف عن نفسة إحتمال نقد أحد الشيوخ له.
ناقد رياضي .. وسياسي تحت الطلب
حاله الفراغ السياسي الذي كان يعيشه معظم شبابنا في مصر مع البطالة و الحرمان من أساسيات الحياه الكريمة. دفع بأعداد كبيرة من الشباب و حتي الكبار في متابعة الرياضة. و أحسوا بأنهم بهذه الطريقة يملؤون أوقات الفارغ. و لأن مدة أي لعبة رياضية لا تذد عن ساعة او ربما ساعتين و لأن تلك المدة ليست كافية لملئ الفراغ عند الشباب من هنا بدأت فكرة البرامج الرياضية في الظهور و طبعا نجت في شغل الجماهير. و أي متابع للصحفيين - الذين إستخدمتهم القنوات كمذيعين في البداية - يعرف أن معظمهم لا يتحلي باي روح رياضية و أغلبهم جاءوا للصحف عن طريق الكثير من الوساطة و المحسوبية. و طبعا لابد من الإستعانة ببعض الرياضيين القدامى و المعلقين الرياضيين الغير مؤهلين بالطبع للعمل الإعلامي. وتلك التشكيلة تسببن في العديد من الكوارث و المصائب علي صعيد نشر التعصب و احماء المنافسة من أجل تحقيق أرباح خيالية. غير قدرتهم الخارقة علي التطبيل و التهليل لأهل السلطة و تلونهم الغير معهود قبل الثورة وبعد الثورة. المستفز في الأمر انهم يتلونون دون أدني حس أنهم يظهرون بظهر الأغبياء أمام الناس.
كلمة أخيرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" - متفق عليه -.
أحمد محمدي
يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي. |
# - أسطورة فانديتا # - وصمة عار # -الغباء السياسي # -ثورة أم انتفاضة أم مجرد حركة أخري # -هل الديمقراطية حرام ؟؟!! |
2 التعليقات:
ما أجمل الوصف ....
walahy el monafken dool 3awzeen felt 3alashn ne5als menhom
إرسال تعليق