بخط مبرمج: المحطمون

هل سبق و احبطك أحدهم من قبل و بسبب كلام هذا الشخص فشل مشروعك قبل أن يبدأ. ألم يحدث أبدا أن فكرت في فكرة خلاقة ما و رد عليك أحد أصحابك بكلام يحبط العزيمة و يصيبك بالهزيمة قبل ان تدخل المعركة؟؟. إن المحطمون موجودين بالفعل في مجتمعتنا و بكثرة يمارسون هواياتهم في إحباط الأخرين و التقليل من شأنهم دائما لا يتفقون مع أحد و نقدهم لاذع لأي شخص ناجح ، و لا يحبون الخير لأحد؟؟! لعلك قد بدات الأن تعي ما أتحدث عنهم بالضبط هم المحطمون.

التحطيم

ما أقصده بالتحطيم هو أن يقوم شخص بنقد لاذع لعمل شخص أخر بطريقة منفرة و لا يكون غرضه من ذالك النقد أن ينصح الشخص الأخر بل يكون ما بداخلة مجموعة من المشاعر السيئة مثل الحقد و الغيرة و حب النفس لدرجة الجنون فيظهر هذه المشاعر البغيضة بصورة نقد أو حتي تصرف إداري لو كان الأمر في مقدوره حتي يحد من نجاح الشخص الأخر ، لآن هذا الشخص لا يحب أن يري نجاح غيرة او تفوقه عليه ، لذالك يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يحطم نجاح الأخرين حتي لا يعلوا يوما ما عليه أحد .

حالة مجتمعية

للاسف المحطمون يعتبروا حالة منتشره جدا في بلادنا و السبب هي الثقافة الفكرية التي ينشأ عليها الناس منذ نعومة أظفارهم. في مجتمعتنا نربي الأطفال على المنافسة الشرسة و النجاح باي طريقة فلا سبيل لديك إلا النجاح؟؟!. منذ صغرهم و نحن نغذي فيهم هذه الصفات. حتي يتحولوا مع مرور الوقت لأشخاص أنانيين يسعون لتدمير الأخرين حتي لا يتفوق عليهم أحد. و أتذكر جيدا أحد أصدقائي من أيام الدراسة كان لا يستطيع أن يذاكر قبل أن يتكلم مع كل زملائه و يبث فيهم روح الإحباط ، حيث يخبرهم أن المواد صعبه و المذاكرة في تلك الظروف مستحيلة أنه يائس من أن يحصل أي شيئ من تلك المواد الصعبة و حينما يطمئن قلبه إلي أنه أستطاع تحطيم عزيمة معظم الزملاء يرتاح ويسترخي و يبدأ في إستذكار دروسه في هدوء و سكينه و لأنه قد أطمان أنه بذالك من الممكن أن يتفوق على كل زملائه أجمعين.

سبب الحالة

كما قلت من قبل هي مجرد طريقة سيئة في التربية منذ الصغر. تعالوا و إستخدموا ذاكرتكم لتذكر تلك الأحداث فكلنا مررنا بها !. لا يعتبر التعليم في مصر أداة للتعلم و الرقي الحضاري و التقدم البشري ، بل يعتر نوع من أنواع المنافسة الشرسة بينك و بين أقرانك حيث يعتبر المقياس للأطفال منذ الصغر هو عدد الدرجات التي يحصلها الطفل منذ أن يبدأ في دخول المدرسة و من عام إلي أخر ينموا في قلبة الغيرة من زملائه المتفوقين إذا كان من الطلاب المتوسطين - أو المتاخرين - او ينموا في قلبه الكبر و يري نفسه دائما في مكانة العلماء إذا كان من المتفوقين و طبعا يغذي الأهل هذه الثقافة بشكل كبير عن طريق التفاخر بما أنجزه أبنائهم أمام الناس حتي يرضوا وجاهتهم الإجتماعية أو عن طريق التعنيف و التوبيخ الشديد و إقناع الطفل أنه فاشل لمجرد إنخفاض دراجاته في ماده معينة و طبعا لست بحاجه للكلام على التعليم بصفة عامة فهو تعليم ذو ثوابت راسخة بشكل فاجر و طبعا هذا الأسلوب لن يستطيع الكثيرين التأقلم معه لأنه لا يتعامل مع العقول علي أنها أداه للفهم بل يتعامل معها على أنها ماكينة للحفظ.

عنق الزجاجة

ذات مرة و أنا أحضر درس للرياضيات قال المدرس على مرحلة الثانوية العامة في مصر أنها مثل عنق الزجاجة أما أن تعبرها بنجاح أو تظل صعلوكا طوال عمرك توصم بتلك اللعنة الأبدية فانت ستضيع علي نفسك بلا شك دخول كليات القمة ؟؟!. من منطلق هذا الفكر المترسخ داخل أذهان المصريين صنعنا طبقية من طراز خاص لا توجد إلا في البلاد المتخلفة و أصبحنا نفاضل بين الناس بشهاداتهم الحاصلين عليها من نظام تعليمي أقل ما يقال عنة فاشل - ماذا تنتظر ممن خرجوا من هذا النظام يخرجون ليشعروا بالغيرة ممن هم انجح منهم أو بالغرور و الكبر فهم عبروا عنق الزجاجة بذكائهم فقط و دون مساعدة من أحد و بمرور الوقت يتحول الفريقين لمحطمين يحطمون كل من يحاول الوصول إليهم و لا تري هذا النموذج إلا في بلدان العالم الثالث.

أشياء نلمسها في مجتمعتنا

يقولون أن المصريين في الغربة دائما هم أسوء الجاليات دائما لا تخلوا علاقتهم بعضهم ببعض بالمكائد و المقالب و الحركات المريضة - بالرغم اني عن تجربة في الغربة لم ألمس هذا كثيرا لكني سمعت الكثير من القصص التي يشيب لهولها رأس الغلام -

و ايضا بعيدا عن الغربة تجد الناس يعلمون في شركه واحدة و تري كمية الغيرة الكبيرة بسبب إختلاف الأجور أو بسبب مميزات عمل أحد الزملاء ، و حينما يبدع شخص عملا جيدا فعلا تجد أسهم النقد الهدام تمتد لهم. ، أذكر مشروع الدكتور فاروق الباز ممر التنمية كيف حاربه المحطمون و أكدوا أنه لا يعرف شيئا لمجر أن المشروع أتي من شخص ناجح و نجاحه على مستوي دولي ولم ينفذ هذا المشروع حتي الأن و ناهيك عن الحرب الهوجاء التي تعرض لها الدكتور البرادعي و السبب أن من نادي بالتغيير شخص ذو ثقل و تقدير دولي ، ولقد صعقت منذ بضعت أيام حينما وجهه أحد نواب مجلس الشعب سؤل للدكتور أحمد زويل يسأله هل تبرع بنصف قيمة جائزة نوبل لدولة الكيان الصهيوني ؟؟؟؟؟؟. و لكني لم اتعجب كثيرا حينما خرج علينا مجلس الشعب هذا بلائحة أسماء من سيعدوا دستور مصر و قت خلت الاسماء من أسماء علماء مصر. للأسف أصبح نسبة المصريون المحطمون كبيرة جدا.

خاتمة

حينما تعيش في مجتمع يطبق الأساليب العلمية في حل المشكلات تأكد أن هذا المجتمع من يحكمه حقا هم العلماء، و ثق أنك سوف تحس بالتغيير و سوف تعرف حقا معني أن تحترم و تعامل كإنسان؟؟. أغلب المحطمون لا يحطمون من حولهم حتي يصعدوا هم عاليا بل يكتفون بتحطيم الأخرين و الإبقاء على انفسهم في نفس المكان حتي يظلوا مميزين عن الأخرين حتي لو كانت إمكانيتهم أقل بكثير.