الأربعاء، 28 مارس 2012

روح الفريق


للأسف نحن لا نعرف كيف نعمل في فريق ...... ولا نقدر روح العمل الجماعي في بلادنا، بينما تجد البلدان المتقدمة أكثر حرصا منا على العمل الجماعي و اكثر رفضا للعمل الفردي و تجد الشركات تفضل الموظف الذي يستطيع أن يعمل داخل فريق عن الموظف الذي يفضل العمل الفردي حتي لو كان الأخير صاحب مهارة خاصة!. و مع نجاح الشركات العالمية التي تدعم فكرة العمل الجماعي و أثبتت التجارب أن نتائج العمل الجماعي أفضل بكثير من العمل الفردي. أصبح الإتجاه العالمي للأعمال يرجح فكرة فريق العمل. حتي في مجال الرياضة تجد الفريق صاحب الأداء الجماعي في أغلب الأحيان يتفوق على فريق أخر يلعب أفراده بشكل فردي و إن تفوقا على الفريق الأول من ناحية مهارة اللاعبين.




فريق العمل


فريق العمل task force بإختصار هم مجموعة من الأفراد تعمل معا لتحقيق هدف مشترك. و طبعا كلما زاد الإنسجام بين أعضاء الفريق و كلما زاد التفاهم كلما إستطاعوا تحقيق أهدافهم بشكل جيد و بطريقة سريعة.  العمل الجماعي سواء كان ذلك في مكان العمل أو في ملعب كرة القدم ، أو حتى بين أفراد المجتمع ،لابد أن يكون مبني علي تفاعل بناء حتي  يمكن أن تسفر عنه نتائج مذهلة!. و نجاح العمل كفريق واحد ليس بالأمر السهل.لأن العمل الجماعي الفعال بالتأكيد لا يحدث تلقائيا ، بل يأخذ قدرا كبيرا من العمل الشاق و المجهود و تضاف إليه عدد من العوامل الخارجية التي تساعد على نجاح الفريق.

الثقة

من أهم العوامل التي يجب أن تكون بين أفراد الفريق الواحد. مثلا أن كنت من محبي رياضة كرة القدم ستري و انت تشاهد مباره لأحد الفرق العالمية - مثل برشلونة - لاعب الفريق يلعب الكرة للأمام ليلحق بها زميلة دون أن ينظر ذالك اللاعب إلي زميلة .ولكنه يلعبها بهذا الشكل لأنه واثق أن زميلة سوف يتحرك في هذا المكان!. من هنا نتحدث عن الثقة بين أفراد الفريق الواحد لابد أن تنجز عملك و ان تثق في أن زميلك في العمل قد قام بدورة هو ايضا، و هذه الثقة لن تكون موجودة بين يوم و ليلة بل هيه نتيجة الكثير من العمل و التواصل بين أفراد الفريق و الفشل مرة و النجاح مرة. من هنا تبني الثقة و يقع الكثير من مهمة بناء الثقة على قائد الفريق الذي علية أن يحاول تقريب وجهات النظر بين أعضاء الفريق حتي يصلوا في النهاية إلي اهم عامل من عوامل النجاح و هي الثقة.


الإنسجام

يحدث الإنسجام بين أعضاء الفريق إذا تواجدت الثقة في البداية فكثرة الأعمال بين أعضاء الفريق الواحد تؤدي في النهاية إلي حدوث الإنسجام بين اعضاء الفريق. ويساعد أيضا على ذالك عدم وجود ضغائن بين أعضاء الفريق الواحد. إذا كنت مدير إحدى فرق العمل و تواجدت ضغائن بين أعضاء الفريق تأكد أنه سوف يكون أمامك مشوار ليس بالقصير لإصلاح الأجواء و إعادة الإنسجام بين أعضاء الفريق.


الإلتزام

إن كنت فردا في فريق فعليك أن تلتزم بما هو مطلوب منك و عليك أن لا تنظر إلي حجم المسألة المراد منك العمل عليها و مقارنتها بما هو مطلوب من زملائك. مثلا في كثير من فرق  العمل -في بلادنا للأسف- حينما يوزع القائد الأعمال نصف الفريق تقريبا يعترض على الأعمال المنسوبة إليه لأنها من وجهة نظرهم تفتقر إلي العدالة في التوزيع!!. حقيقة مؤلمة ستعيشها إن عملت في إحدى الشركات التي تدعم نظام العمل الجماعي. و الحل أن لا تنظر للتوزيع بأي شكل من الأشكال لأن ذالك سيفقدك التركيز في عملك و يربي داخلك الضغائن تجاه زملائك في الفريق. و قد يكون القائد وزع الأدوار على الفريق بهذا الشكل لانه يعرف إمكانيات كل شخص منهم و تاكد أنه من الممكن أن يوكل إليك جزء مهم او كبير من الأعمال لثقته فيك لا لأنه يكرهك فألتزم في عملك داخل الفريق لأن أكثر الأعضاء الملتزمين يكون مرشحا بشدة فيما بعد لينال منصب القائد.



تحمل المسؤولية

إذا حدث و فشل الفريق لأي سبب من الأسباب في تحقيق أهدافه إياك أن تخاف من المسألة و أن تبدأ بإلقاء اللوم على غيرك من أعضاء الفريق كلكم في فريق واحد وفشل الفريق يعني ان  التقصير من الكل من القائد حتي أصغر شخص في الفريق، فعليك بتحمل مسؤولية أفعالك و ثق أنك إن صارحت نفسك بالحقيقة ستتعلم من أخطائك و تبدأ بتجنبها في المستقبل.

نجاح الفريق

نجاح الفريق من نجاح الأفراد الذين يعملون فيه ليس نجاحك الشخصي وحدك إياك أن تستصغر أي دور من أدوار زملائك في الفريق و أن تركز على نجاحاتك انت وحدك لآنك   لو عملت وحدك لن تحقق هذا النجاح ابدا فلا تبخس زملائك حقوقهم. و إذا أمن كل او معظم افراد الفريق لتلك المبادئ فسيحققون النجاح بلاشك.


أعضاء الفريق الناجح

اعضاء أي فريق ناجح ستجد فيهم هذه النماذج الجيدة التي تدفع بالفريق للأمام. مثل الشخص المفكر صاحب المبادرة بافكاره لحل المشكلات التي تواجه الفريق، و العالم الذي يعرف الكثير من المعلومات ولا يبخل بها على أعضاء فريقه ابدا لأنه يعرف جيدا كيف يحصل معلومات جديدة، و  المعلم و هوه الشخص الذي يملك موهبة في شرح المسائل المتعلقة بالعمل و القدرة على إعطاء الأمثلة الدقيقة عليها، و النبية و هو الشخص الذي يسجل كل كبيرة و صغيرة و يرتب أموره دائما و تجده يصنع لنفسه جدول مهام و يكون أكثر الأعضاء تنظيما ، و كبير الفريق و هذا ليس بالضرورة أن يكون القائد - مع أنه يفضل -   ولكنه شخص ملهم يجيد التعامل مع الناس و يقوم دائما بتوجيههم و بث الروح البناءة بين أعضاء الفريق، و صاحب النقد البناء هو من يستطيع دائما لفت زملائه إلي أوجه التقصير في عملهم بطريقه لا تهينهم او تحرجهم و بالتالى تدفعهم للامام.


أعضاء الفريق الفاشل

قد تجد مهم 2 أو 3 داخل كل فريق عمل لكنهم إن إجتمعوا في فريق واحد كانت المصيبة و الكارثة الكبري. و هم المغرور و الهدام  و الكاره و الجبان و الكسول و المحبط و المتنصل و عديم الثقة بالنفس و المميز الفاسد . و سأناقشهم معكم واحدا وحدا حتي تتجنبوهم  و حتى لا يؤثروا على علمكم و يجروكم إلي الفشل.
*المغرور : بنظر لنفسه على انه أهم و أفضل واحد في الفريق و دائما ما يقارن بين أعماله و اعمال الغير و يثار بشدة إذا ذكر العمل و لم تذكر أفضاله على الفريق و كيف أنه تعب تعبا شديدا في هذا العمل في وقت ما كان باقي أفراد الفريق يلعبون .دائما ما يقلل من قيمة أعمال غيرة و  يبرز دائما عملة و ان المكان من دونه سيخرب.
*الهدام : هو من يري الناس بعين لابد أن يكونوا فاشلين حتي يكون أكثرهم نجاحا هذا يعتبر من أخطر الخطرين في الفريق فتجنبه  تماما لانك ببساطه لو عرضت أعمالك أمامه سيستخدم اقوي مطرقة بلسانه ليحطم بيها معنوياتك . سيبحث دائما عن السلبيات و يصغر مجهودك و يخبرك أنك قطعت وقت طويل و سهرت الليل حتي تنتج تافهات !. ابتعد عنه سيدمرك نفسيا.  
*الكاره : يوجد في كل فريق تقريبا واحد منه تقريبا و تجده يكره شخصا أو أكثر من زملائه و يضع نفسه دائما في مكان الحكم فهو يريد أن يثبت أن عضوا في الفريق مخطئ بشكل دائم، ويحرص على إبراز أخطائه، ويفتش عن سلبياته بشكل مستمر.
*الجبان :هو شخص لا يحب التغير يعشق الروتين و العمل بمنهاج واحد حينما يتحدث أعضاء الفريق كلهم عن تطوير طريقة العمل مثلا ستجده مفزوعا من مجرد فكره التغير فهو في لحظه واحده يفكر هل سيستطيع تحمل الطريقة الجديدة في العمل ام سيفشل!، مجرد التفكير سيجعله يخاف من التغير فسيرفضه شكلا وموضوعا  بل و سيحارب أي فكر للتطوير بكل ما أوتي من قوة !!.
*الكسول : افعل ما شئت ولكن لا تطلب مني أن افعل شيئا. هو فرد كسول يهوي ان تاتيه الأعمال البسيطة وتجده ينجز اعماله في وقت كبير حتي لا يطلب منه أعمال جديدة. و طبعا يضر ذالك بالفريق ككل لانه قد يؤخر الفريق عن مواعيده النهائية في تسليم الأعمال.
*المحبط : هو شخص يحس أن هذا العمل لا يليق به تجده دائم الشكوى من الراتب أو من الإدارة او من زملائه في الفريق المهم أن يشتكي  ولو عمل هذا الإنسان في ميكروسوفت و تقاضي راتبا ضخما لن يكف أبدا عن الشكوى. نصيحتي إبتعد عنه لأن مرض الإحباط معدي و إن انتشر بين أعضاء الفريق كانت النهاية.
*المتنصل : و هوه الشخص الدائم التنصل من المسؤولية إذا فشل الفريق تجده أول واحد يردد " لقد فعلت ما بوسعي لكن المشكلة عندكم" دائما يري نفسه شخص ناجح يعمل مع مجموعه من الفاشلين هم سبب البلاء و المشاكل التي يقع فيها الفريق اما هو فهو معصوم من الخطاء!.
*المميز الفاسد : أخطر ما يوجهه الفرق في مجال العمل الجماعي. تخيل معي شخص ذو مهارة عالية و فاسد في نفس الوقت اصحاب الشركات يخافون من هذا المثال لانه لو رحل سيخسرون شخص صاحب مهارة فذ. من وجهة نظري البتر هو العلاج الفعال في مثل هذه المواقف لأن التفاحة الفاسدة تفسد باقي التفاح إذا وضعت معهم.

خاتمة

بعد قراءتك للتدوينة فكر بامانه هل بامكانك ان تكون عضو في فريق. حسنا إن أصبحت عضوا في الفريق أي نوع من الأعضاء تفضل أن تكون؟. و إن كنت عضوا بالفعل في فريق انظر إلي نفسك نظرة صريحة و أعرف نفسك في أي فريق من الفرق و حاول إصلاح نفسك.

أحمد محمدي        

يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # - كن إيجابي!
      # - رسالة من نيجيريا
      # - الفاشلون
      # - أرض النفاق
      # - أسطورة التنمية البشرية
      # - أسطورة فانديتا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات