السبت، 31 مارس 2012

غرفة الفئران


من المؤكد أن تكون سمعت يوما عن غرفة الفئران. تلك الغرفة الباردة المظلمة التي تتحرك فيها تلك القوارض الصغيرة المخيفة تحاول أن تلتهمك!. الا تتذكر تلك الأيام الخوالي؟. حينما يقف المدرس في منتصف لفصل ليتحدث بصوت جمهوري حاد اللهجة ليحزر أي طفل يتجرأ و يعصي أوامره بأن مصيره سيكون في غرفة الفئران. طبعا بعد هذا الموقف تجد الأطفال سمع هوس و قد سيطر عليهم المدرس بكلامات فارغة لا أساس لها من الصحة.




ظهور الأسطورة  


منذ نعومة اظفارنا يخوفنا الكبار بأشياء هلامية مثل "أمنا الغولة" أو "أبو رجل مسلوخة" و طبعا "غرفة الفئران" . ليحصلوا على السيطرة فالطفل جاهل بتلك الأمور لا يعلمها و الكبار يستغلون جهلة بتلك الأمور ليروعوه من شيئ لا يعلمه حتي لا يعصي أوامرهم!. اسلوب سهل في التربية و له نتائج سريعة أن الطفل سيمتنع في أغلب الأحيان عن عصيان أوامر الكبار سواء كانوا مدرسية أو اولياء أموره . و الحقيقة أن هؤلاء الكبار دون أن يشعروا قد أثروا بالفعل على نفسية الطفل و زرعوا فيه منذ الصغر صفة ليست جيدة و هي الخوف من المجهول.



الخوف من المجهول

لو سألت شخص كبير يروع طفل صغير بداعي  التربية عن سبب ما يفعل و من أين جاء بتلك الفكرة العبقرية ستجده يتحدث ضاحكا عن النتائج المذهلة التي يحققها بهذا الأسلوب و حينما تساله عن تأثير ذالك على الطفل حينما يكبر سيردد لك مقولة شهيرة وهي "ياسيدي لما يكبروا يعقولوا" للأسف فذالك لن يحدث! ، سينموا معه سياسة الخوف من المجهول سيخاف من أي شيئ يحزره منه الناس أو الاعلام او الحكومة دون أن يستخدم عقله أو أن يبحث فيما يخاف منه للأسف سيتحول إلي شخص يخاف من الشيئ المجهول له و سيخاف حتي من أن يكتشف ماهو هذا الشيئ.


آثار الخوف من المجهول

آثار ذالك النوع من الخوف كبيرة و إذا نظرت حولك ستجد الكثيرين من الناس يحملون هذه الصفة معهم. طبعا يقع هذا الشخص بسهولة تحت تأثير أي شخص و خصوصا لو كان في مكان مسؤول يستخدم أسلوب التخويف من المجهول، مثلا حينما يتكلم مذيع و يخبر الجميع أن هذا الشيئ حرام شرعا دون أن يذكر أي دليل ديني أو ان يستخدم الآيات في غير موضعها ليتمكن من السيطرة على من تعودوا على الخوف من الشيئ الغير معلوم لهم فيستطيع أن يوجهم بسهولة و يسر و يفرض سيطرته عليهم أو مثلا حينما يخرج شخص أخر ويقول فلان ماسوني فتجد الناس تردد هذا الكلام و تبدأ في الخوف من فلان دون أن  يعرفوا حتي معني كلمه ماسوني؟!.


السيطرة


لو عرف الطفل و ايقن أنه لا يوجد شيئ أسمه حجرة الفئران و أنها كدبة إخترعها الشخص الكبير ليفرض سيطرته علي الأطفال بسبب جهلهم بتلك النقطة. لما خافوا منها. لذالك حتي لا تقع فريسة لذالك النوع من السيطرة عليك بالبحث عن المعلومة و لا تأخذ كلام أي احد حتي و لو كان هذا الشخص هو نجمك المفضل. لا تسمح لأحد أن يوجهك نحو وجهه نظرة مستغلا جهلك بأمر ما أذا كنت لا تعرف معني كلمة قالها شخص أبحث عنها في الإنترنت و حاول أن تستقي معلوماتك من مواقع موثوق فيها و لا تصنع من نفسك فريسه لهؤلاء.


حكم عقلك

ربما قد  تنطلي عليك فكرة غرفة الفئران و أنت طفل صغير لكن و أنت كبير سيستخدم المسيطرون معك مصطلحات و أساليب لم تعهدها و سيتكلمون بطريقة مثقفة و بلغة بليغة أمامك حتي يخدعوك بكلامهم. فقط اوزن كل كلامهم بميزان العقل فكر و لو للحظات و لا تسمح لشخص يقول كلام مرسل - الكلام المرسل هو الكلام عن شخص مثلا دون دليل - دون أن يقدم دليل معقول و لا تسمح من أحد أن يوجهه إتهامات لشخص أخر دون أن تسمع من الشخص الأخر أو أن تقرأ عن تلك التهم و عن تاريخ الشخص المتحدث ذاته وستجد مليئ بتلك الألاعيب.

تغلب على خوفك

فكر أن تتغلب على خوفك اقتحم الشيئ الذي تخاف منه ابحث عن الدليل و أستخدم البرهان أستخدم عقلك. لكل شيئ تفسير و تاكد أنك لو بحثت عن أي شيئ ستجد الإجابة حتما. ستري الكثيرون يرددون الكلام و يأكدون لك على صحة الأمر الذي يخافون منه. لا تستمع لهم هم لاذالوا في مرحلة الخوف من المجهول. حرر عقلك من تلك الخزعبلات. و أنظر فيما وراء الحدث من الممكن أن تري شيئ لم يراه أحد من قبلك. لا تكون مثل الذي ينقل كلاما لا يعرف عنه أي شيئ لمجرد أن الناس يرددونه أو يخاف من أي شيئ لمجرد أن الناس يخافون منه.

كلمة أخيرة

اتذكر جيدا حينما كنت في المدرسة الإبتدائية كانت هناك إشاعة بين الطلبة أن حجرة الفئران هي تلك التي تحت السلم و تخيل كيف كان المدرسين يستخدمون تلك الإشاعة ببراعة، و لن أنسي يوم أن سحب أحد المدرسين طالب من يديه كالشخص المسحوب لغرفة الإعدام!!. ولن أنسي توسلاته للمدرس أن يتركه ولا يذهب به لغرفة الفئران ، و في النهاية نظر له المدرس و قال "هتسمع الكلام ولا …". المهم بعد فتره ليست بالكبيرة و أنا عائد للفصل من الفسحة إكتشفت أنا و أحد أصدقائي باب تلك الغرفة مفتوحا و طبعا بسبب فضولي الغريب قررنا أن نلقي نظرة و حينما نظرنا لم نجد اي فأر بل وجدنا مخزن للأدوات الموسيقية!!. نصيحة مني لا تجعل أحد يعبث بعقلك.


أحمد محمدي      

يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # - كن إيجابي!
      # - رسالة من نيجيريا
      # - الساسة و رجال الدين
      # - تحت خط الفقر
      # - كرة القدم الأمريكية the football

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات