الخميس، 12 أبريل 2012

تجار الجهل


هل تعلم أن هناك ناس بالفعل يتاجرون في الجهل؟ . أجل هناك الكثير منهم و تجارتهم رائجه جدا في هذه الأيام.،  بضاعتهم مطلوبه و أسلوب عرضهم لا يحتاج مجهود فقط هو يعرض عليك سلعة معتمدا على جهلك بها و ينتظر منك أن تشكر الله على انه بعث إليك هذا التاجر حتي تشتري منه ما تحتاجه بالضبط !!. و حينما تستيقظ من جهلك و تفيق من غفوتك تعرف أنك لم تشتري شيئا سوي الجهل و المرض و الفقر و البطالة و كل الأمراض المزمنة التي سوقها لك هذا التاجر و انت إشتريتها بمحض إرادتك و كنت سعيدا بها لدرجه لا توصف !!. اليوم سأتحدث عن تجار الجهل و ما أكثرهم في زماننا هذا.





الجهل

هو عدم المعرفة بالأمور. و أيضا يقتصر الجهل على موضوع معين فيقال فلان جاهل في هذا المجال مثلا. و للجهل أنواع هم الجهل البسيط و هو فهم مسألة ما بدون إحاطة كاملة و الجهل الكبير أو العميق و هو عدم فهم مسألة معينه بل أنه لا يعمل شيئا عنها و النوع الثالث و الخطير فيهم وهو الجهل المركب و هو فهم الأمر على عكس حقيقته تماما. و الجهل في حد ذاته ليس عيبا فلابد لكل إنسان أن يكون جاهلا بامر ما ولكن العيب هو أن يستمر الإنسان في المغالطة و التطاول و يحاول إثبات شيئ مع علمه بجهله في هذا المجال.



الجهلاء

هم كثيرون للأسف و هم إفراز بيئة من الجهل و التخلف الفكري ، وهم انواع - الجاهل البسيط وهو الشخص الجاهل الذي يعلم جهله جديا وحينما يسأله الناس يقول لا اعرف و أغلب البشر المنتمون لهذه العقلية محبون للتعلم فتجده يسأل و يبحث حتي يدرك الحقيقة أو يكون من النوع الكسول فينتظر الحقيقة من شخص أخر فيعطيها له و تكون الكارثة حينما يوجهه هذا الشخص نحو تيار معين معتمد على جهله. ، و هناك الجاهل المبرمج هو شخص جاهل بأمور معينه و تم برمجته منذ صغره على أمور معينه حتي يتجنب البشر الأشرار و في النهاية هذه النوعية تعتبر الأكثر تعرضا للنصب و الإحتيال من حين لأخر، و أيضا الجاهل الفاجر و هو الجاهل الذي يعرف جيدا أنه جاهل و مع ذالك تجده يتسارع في وضع الحلول للأزمات و يستخدم دائما أصحاب هذه العقلية اساليب ملتويه في الوصول إلي أهدافهم و للأسف المراكز القيادية أصبحت تعج بهؤلاء.



تعريف تجار الجهل

تجار الجهل هم مجموعة من البشر دائما تعمل على توجيه الآخرون نحو إتجاه معين معتمدين على جهلهم بتلك الإتجاهات و تجدهم يستخدمون الكثير و الكثير من أدوات التخويف من الامر المجهول و ايضا وضع إيحاءات لفظية للعب بعقول الجهلاء لتخوين المعارضين لأساليبهم و الذين يحاولون أن ينيروا للناس طريقهم ثم يتركوا لهم حريه الحركة داخل هذا الطريق . ولكنهم يصطدموا بتجار الجهل الذين يسيطرون على عقول الجهلاء بمنتهي القوة و يقمون بتخويف الجهلاء من النور و أقناعهم أن يسلكوا الطريق الذي يختاروه لهم و أن يقموا هم بإرشادهم داخل الظلام كالعميان دون أن يفتح احد عينه ليحاول حتي إدراك الحقيقة.



أنواع تجار الجهل

أنواعهم كثيرة جدا جدا و أساليبهم الحقيرة لا تنضب ابدا. دائما هم متواجدون على شاشات الفضائيات أو على الإذاعة و على الأنترنت أيضا يقمون بنشر سمومهم على الملاء و يحاولون جاهدين أن يمسحوا ما تبقي من بصيص العلم في رؤوس البشر حتي يستطيعون تنفيذ مخططهم أو مخططات من يمولهم بكل سهوله ويسر. وسأستعرض عليكم أنواعهم و خطر كل نوعية على عقول الناس.



التاجر الديني

أسواء من يتاجر بالجهل هو من يتستر بستار الدين و الدين منه بريء. للأسف يوجد منهم الكثيرين و أشهرهم "واد مؤمن أوي" ، و يعتمد التاجر في هذه الحالة على ضعف الثقافة الدينية عند المستمع فيظل يوجهه ولكن بوازع ديني مثلا يقول له أفعل هكذا و سوف تدخل الجنه أو إذا فعلت هذا ستدخل النار دون سند أو دليل يقبله عقل أو منطق!!. فقط يعتمد على ثقة الناس في منظره المتدين لذالك هو يغذي في الناس الثقافة المظهرية! ،  أي لابد أن يكون مظهرك الخارجي متدين فقط دون النظر للمضمون . و يستخدم هؤلاء التجار الخبثاء الدين درع لهم يحميهم و يصد عنهم النقد ، وبهذا يعرضوا الدين للفتن و القيل و القال و يخلطون الامور مثل خلطهم الدين بالسياسة و اقناع الناس أن من خرج عن مرشح مثلا كأنه خرج على شريعة الله و منهم من لو وجهت له النقد يرد عليك ماذا رأيت من الله حتي تكره شريعته، هم يحاولن فقط توجيه الناس لا تثقيفهم - و كان الأفضل عليهم أن يشرحوا للناس الأصول المأخوذ عنها فتاويهم بدلا من أن يوجهوا الناس دون إحترام لعقولهم.


التاجر المثقف

أشر هؤلاء التجار هو التاجر المثقف المنمق الحديث الذي يثور احيننا حتي يقال عنه ثائرا و لكنه في الحقيقة يجذب تعاطف الناس و يحاول صنع شعبيه فإن صنعها تجده يبدأ حملته بالتوجيه ، قد تجده أكثر الناس أيمانا بنظرية المؤامرة و التسويق و التطبيل للحكام و مهاجمه المعارضين و حينما يوجه إليه سهام النقد يقول أنا أساسا من المعارضة!!. في رأي هو تاجر فاشل يستخدم كلمات مثقفة بغرض وضع نظريات وهميه لا أساس لهما من الصحة حتي يجذب أنظار الناس عن قضيه معينه أو يوجههم نحو فكر معين و هذه النوعية تكون دائما قريبه من مراكز إتخاذ القرار في الحكومات لأنه يملك شخصيه يستطيع أن يؤثر بها على على المتعلمين أو الجهلاء الحاملين للشهادات ، فمن وجهه نظري كل من أرتضي أن يغيب عقله و ينساق وراء اي كلام مرسل دون دليل هو جاهل حتي و لو كان من حملت الشهادات الكبيرة كالدكتوراه.



محترف الجهل

في كل بلد على مستوي العالم بشر مستوي تفكيرهم و إدراكهم للأمور ضعيف و لا يجدون التفكير و يستهويهم فقط أسلوب التاجر الذي ينزل لمستواهم الفكري و يحدثهم بطريقة مفهومه مستوحاه من الشارع الذي يعشون فيه و من البيئة الحاضنة لهم . لذالك يستطيع هذا النوع من تجار الجهل و بسهوله أن يبث سمومه فيهم لانه لن يحتاج إلا أن ينزل قليلا لمستواهم الفكري . و بعد ذالك سيصدقونه حتي لو تكلم بالهراء و تحدث عن امور لا يمكن أن تحدث على أرض الواقع. و يستطيع هذا النوع أن ينصب على تلك النوعية من البشر بسهوله ويسر. و يوجه البشر تجاه تفكير معين فيخون هذا و يناصر هذا و يغير كلامة مرات و مرات و يعتمد على نظرية الكرة تجاه دولة معينه مثل الولايات المتحدة و يتاجر بأحلام البسطاء و يهومهم أنه يعرف من يتأمر عليهم و من يتربص بهم و يساعد في تنميه ثقافة الخوف عندهم و يستخدم أسلحته القذرة في ذالك و أتباعه الذين لا يقلون أبدا عنة و عن ثقافته العفنة.



بتاع كله

حينما تجد شخص معدوم الكفاءة و المهارة و ذو إمكانيات محدودة يتحدث في أمور إقتصادية و فنية و سياسية  و كل شيئ تقريبا و هوه في ضعيف في مجال عمله الأساسي في الأصل تعرف أنك تشاهد ما يقال عنه الأعلام الرياضي في مصر! ، هذا النوع من الأعلام هو أعلام مضلل يفتقر لأقل معايير الجودة و الكفاءة و لكنه يساهم في سد فراغ كبير عند المصريين تسبب فيه النظام السابق بسبب البطالة و البعد عن الحياة السياسية وبما أن المذيعين في تلك البرامج لا يزيدون أبدا عن كونهم طبالين و منافقين ، لذالك فإن إستخدامهم من قبل القائمين على النظام يعد سهلا جدا. و بالرغم من ضعفهم الكبير في مجال التوجيه إلا أنهم و على مدار سنوات ساهموا في صناعه الكثير من الازمات على المستوي الرياضي كما قامت برامجهم على أساس محاربه الروح الرياضية و إستبدالها التعصب الشديد الغير مبرر و أحماء شدة المنافسة و حب الألوان دون تفكير و كل هدفهم المصلحة الشخصية  في النهاية .



خاتمه

رسالة إلي كل من غيب عقلة و سمع كلام شخص من هؤلاء لأن الكلام أعجبه أو تماشي مع هواه و تسبب ذالك في تدمير الحياه السياسية كما فعل من قال نعم في الإستفتاء الدستوري الاول بعد الثورة المصرية مغيبا عقلة و دون ان يبحث و يفكر و يقرر و دفعه جهله إلي الندم فيما بعد ، حينما أدرك الحقيقة و لكن  بعد فوات الأوان، أقول لهؤلاء حكموا عقولكم و لا تدعوا أحد يلعب بكم ليوجهكم نحو مصير هو حتي لا يعلمه!. أما أن غيبت عقلك و أتبعته مغمضا عينيك و مر عليك السنوات أنت و أولادك من بعدك دون ان تحس اي تغيير فلا تلومن إلا نفسك فانت من غيبت عقلك من البداية.




أحمد محمدي      

يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # - 31 عام من العزلة
      # - نظرية الظل !
      # - باسم يوسف و جون ستيوارت وجها لوجه
      # -  الساسة و رجال الدين
      # - نظرية المؤامرة
      # - أرض النفاق
      # - هل الديمقراطية حرام ؟؟!!
      # - ثورة أم إنتفاضة أم مجرد حركة أخري
      # - الغباء السياسي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات