السبت، 8 ديسمبر 2012

ثورة بنادورا


تقول الأسطورة الإغريقية  أن زيوس أرسل مبعوثه هرمز بهدية للزوجين ابيمثيوس  و بنادورا عبارة عن صندوق مغلق ولكن ابيمثيوس  كان حكيما و ادرك أنها إحدي الاعيب زيوس و رفض فتح الصندوق و لكن بنادورا قتلها الفضول لتعرف ماذا يحتوي هذا الصندوق. و راحت تلح عليه ان يفعل.. من يدري اية كنوز او افراح تختفي داخله ان هناك اصواتا تناديها من الداخل.. اصوات تعدها بالسعادة المطلقة ،  لقد صارت حياتها جحيما وهي تجلس الليل والنهار جوار الصندوق تتخيل مايحويه.  في النهاية تنتهز باندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق, فجأة اظلم العالم وخرجت ارواح شريرة من الصندوق.. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق " و " المرض " و " الجوع " و" الفقر " وراحت المسكينة تدور حول نفسها محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع.. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد ان حدثت الكارثة.








الواقع المؤلم



"ألي حضر العفريت يعرف يصرفه معرفش !! يتحمل أزاه" مثل شهير يستخدم إذا أستحضر شخصا شيئا فاسدا عن طريق القصد المباشر أو حتي عن طريق حسن النية. للأسف تحول حلم الثورة الجميل الذي عاشه الملاين من الشعب المصري ألي واقع مؤلم بعد أن فتحت الثورة المجال أمام جماعه كانت في الأساس جماعه محظورة و بمساعدة الثورة وصلت تلك المحظورة إلي سدة الحكم و كأن شباب الثورة يعيدون تجربة بنادورا من جديد  فتحوا لهم الطريق و ها هم يزيدون من ألام البشر عن طريق رفع معدل الإستقطاب الديني بين المصريين و يحاولون الوصول إلي فاشيه جديدة من نوعها تحكم البلاد عن طريق المليشيات المدربة الخاصة بهم. و طريقة القطيع المسماه بالأمر و الطاعة . أتذكر مشهد من أفلام إسماعيل ياسين حينما طلب منه توفيق الدقن الطاعة العمياء.




عارض بادب !!

الشيئ المحزن في الأمر أن تلك الجماعة و أتبعها يرفضون كل أشكال المعارضة و لا يقبلون بها و كأن افراد تلك الجماعة خرجوا مع شباب الثورة ضد الديكتاتور مبارك فقط لأن هذا الديكتاتور ليس من جماعتهم . الفكرة هنا أنهم لم يتعلموا طوال تلك السنوات الطويلة - في معارضة النظام الحاكم - أن سبب سقوط هذا النظام في المقام الأول هو إفساد الحياه السياسية و قتل المعارضة فكريا و تصفيتها بأحكامه العرفية . لكن يبدوا أنهم من طول فتره تعاملهم مع هذا النظام القديم تعلموا منه طريقة إدارة البلاد و صاروا يديرونها بنفس الطريقة سبحان الله و أحياننا يستخدمون من كانوا أعدائهم في الماضي حتي يسهلوا لهم السيطرة على كل مقاليد البلاد و الهدف هنا هو السيطرة لا خدمة المواطنين.أستغرب كثيرا حينما يطلب مؤيدهم من معارضيهم أسلوب معين للإعتراض يتلخص في النقاط القادمة.
1- لا تتحدث عن أي حادثة حدثت في نظمنا فهذا يعتبر مزايدة و محاوله لإفشال الرئيس .
2- لا تنتقد افراد النظام الحالي و حكومته و حزبه الحاكم فهم ملائكه كما أنهم مؤيدين من الله و معصومين من الخطأ
3- إياك أن تقترب من الرئيس فهو الرئيس الآله عندهم و تقول الاسطورة أنه من أحفاد عمر إبن الخطاب و أنه مخطوف من زمن الصحابة ؟؟؟؟
4- لا تجادل و تناقش و إلا وقعت في المحظور.


قل نعم أو أصمت

سياسية تلك الجماعة الداخلية قائمة على أنه لا توجد معارضة بين صفوفها و التاريخ يشهد ان من عارضوها ولو بالقليل تم أقصائه منها. و لهذا لا تتمتع تلك الجماعة بأي أسلوب من اساليب إحتراف العمل السياسي كفن المراوغة الذي يمتاز به الكثير من السياسيون في العالم مثلا إذا أردت أن توجه شعبك نحو أمر معين فمن الغباء أن تقول له أفعل ذالك كما فعل قيادات تلك الجماعة حينما طلبوا من الناس بشكل طفولي و ينم عن مراهقة سياسية كبيرة ان يصوتوا بنعم في دستور أصبح من الواضح أن معظم الشعب يرفضه !!!!. للأسف تلك السياسة خرجت منهم لأنهم لا يسمعون داخل أروقة حزبهم غير نعم و مشاء الله عليك أيها الأمير فكيف لقادتهم أن يتعلموا أصول المراوغة السياسية ؟؟



قانون الغاب

إن تربيت في غابة فلا تتوقع أن تحترم أفضل القوانين في العالم. ببساطة قانون الغاب كان يحكم مصر قبل الثورة و إضطرت تلك الجماعة أن تتعايش معه بأن تدرب بعض من أتبعها على أسلوب المليشيات في مواجهه بلطجية الحزب الحاكم حتي يصنعوا نوع من أنواع التوازن السياسي. و بعد الثورة إضطرت تلك الجماعة إستخدام مليشياتها في حماية شرعيتها المكتسبة من وراء الثوار عن طريق إسكات أصوات المعارضة و التي من هؤلاء الثوار. و سحقا لهم سيذهبون ببلادنا نحو الحرب الأهلية بسبب ضعفهم السياسي. فلو كانت تلك الجماعة قادرة على السيطرة على مؤسسات الدولة بما لها من شرعية. لكانت لم تلجأ لتلك الأساليب الهمجية في التعامل مع معارضيها. و هذا يدل على أن سبحة الشرعية تنفرط من ايدي تلك الجماعة.




حقيقة غائبة

الإخوان بعد نجاح الثورة و بالتحديد بعد التنحي مبشرتا كانوا هم أصحاب صدارة المشهد السياسي في مصر و كان الناس ينظرون لهم نظرت المنقذين من حكم مبارك الفاشي و من فلول هذا النظام. و كان حتي لو أجلت الإنتخابات البرلمانية - التي تصارعوا على جعلها تأتي مبكرا - 10 سنوات لظل للإخوان نصيب الأسد فيها ولو كان و كانوا سعتها سيمرون ويمرروا دستورهم برضي شعبي كبير لكن سنوات الحرمان من الدخول للبرلمان إلا بمقتضي صفقة مع الحزب الحاكم جعلتهم يديرون الامور بشيئ من الرعونة و بدلا من أن يكسبوا أرضا خسروا معظم محبيهم و من أحس فيهم  ببارقة أمل كانت غائبة في ظلمات حكم مبارك المستبد.



خاتمة

كنت من الذين إستخدموا الليمون حتي لا يفوز مرشح الفلول في إنتخابات الرئاسة و حقيقا يمتلك الرئيس مرسي رصيدا هائلا من تاريخ النضال الوطني و لهذا فضلته على مرشح الفلول بعد أن وعدنا بوعود كثيره لم ينفذ منها شيئ و الأن لازالت الأمور بيده حتي يعيد الدفة من جديد - كفنا فرقة و إنشقاق -  و أن ينفذ وعودة و أن يوقف خسارة مؤيديه و محبيه الذين من خارج جماعته  قبل فوات الأوان.


أحمد محمدي




يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # -  ضمير الثورة
      # - كيف تختار رئيسا ؟
      # - زعيم الأغلبية الجاهلة
      # - تجار الجهل
      # - نظرية الظل !
      # - الساسة و رجال الدين
      # - تحت خط الفقر
      # - أرض النفاق
      # - هل الديمقراطية حرام ؟؟!!
      # - الغباء السياسي
      # - وصمة عار

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات