الجمعة، 6 سبتمبر 2013

من ملفات الموساد "عملية البجعة الشريرة" سري للغاية

في أحدي الغرف المظلمة داخل مبني الموساد الإسرائيلي يجلس مجموعة من الجواسيس في إنتظار الإشارة من المصدر و قد جلسوا منتبهين و هم في إنتظار تلك الإشارة و فجأه يظهر وميض من على الشاشة و تبدأ الإشارة كالتالي “ ألو عمليات ألو عمليات من البجعة الشريرة إلي العش قمت بنجاح في إختراق الحدود المصرية و أنا الأن أطير فوق منطقة عسكرية و ساستخدم الجهاز العبقري الذي معي في تصوير و نقل كل ما يدور داخل المنشأة و …… فجأه يتقطع الصوت و يظهر من جديد ألو العش ألو العش لقد تم رصدي و وقعت في الأسر شششششششششش صوت تشويش شديد و يظهر من بينه شخص يتحدث بالمصرية الصعيدية و يقول "أنتي فاكره أنك هتهروبي تعالي يا جسوسة يا خاينة" ….. ثم يذهب الإرسال بلا راجعة ؟؟!!





مواقف و طرائف

أجمل ما يميز الشعب المصري هو أنه شعب يعشق الضحك و الفرح إلي حد الجنون فتجدنا نضحك و نصطنع النكات في أحلك و أصعب الأوقات. فمنذ بضعة أيام كان أحد المواطنين من مركز الوقف شمال قنا، عثر على طائر مُعلق به جهاز اشتبه به، وقام بتسليمه إلى الأجهزة الأمنية بمركز شرطة الوقف، حيث تم التحفظ على الطائر والجهاز المعلق به، ولم يثبت فيما بعد وجود أي مواد متفجرة بداخله أو أجهزة تجسس، وتم الإفراج عنه.!!! و طبعا لم تكن تلك الحادثة الأولي من نوعها ، فقد تم احتجاز امين شرطه لحمامه قال انها تحمل ميكروفيلم !!.  و طبعا يمكنك أن تتخيل ردود الأفعال الساخرة بعد تلك الأحداث.


الطائر الجاسوس المحتجز من قبل السلطات 

المؤامرة الكونية

وصل بنا الخوف و التخبط من قصة المؤامرة أن نعتقد في أن الدول الغربية تسخر الحيوانات لكي تتجسس علينا ؟؟. و قد قرأت في وقت سابق على أن البجعة المتهمة بالتجسس ربما تعمل لصالح الموساد … مع العلم أنها ليست ببجعة من الأساس أي دكتور بطري لو كان شاهد صورة الطائر لكان عرف من الوهلة الأولي أنها لطائر اللقلق؟؟؟ و أنه فصيل مختلف عن البجع. لكن الرعب من كل ماهو أجنبي و خصوصا بعد ثورة ال٣٠ من يونيو جعلنا نرتاب في كل ماهو مختلف عنا حتي وصل بنا الأمر بالقبض على الحيوانات؟؟؟ 



طائر اللقلق

أضف إلي معلوماتك أن طائر اللقلق هو أحد الطيور الجميلة المهددة بالإنقراض و الطائر الذي تم القبض عليه من قبل الشرطة ينتمي لفصلية اللقلق ذو المنقار الأحمر و تلك الفصيلة موطنها الأصلي أوروبا بشكل عام و تتركز أكثر في دول أروبا الشرقية. و في العادة تهاجر تلك الطيور للجنوب باحثة عن الدفئ و هربا من جو أروبا القارص  و كما ثبت أن الجهاز المثبت علية ليس إلا جهاز يخدم علماء الحيوانات لفهم أكثر عن حياة هذا الطائر الجميل. و طبعا لأننا في بلادنا المحروسة غير معتادين على مثل هذه التجارب العلمية فبدا لنا الأمر و كأن الطائر مركب به أجهزة تجسس؟؟ ولعلي أتذكر مشهد من فيلم أفريكانو للنجم أحمد السقا و النجم أحمد عيد حينما قال الأخير للأول "أنت عاوز تعمل أبحاث على الحيوانات في بلد مافيهاش أبحاث على البني أدمين؟" في تجسيد واضح و صريح للواقع المر الذي أصبحنا نعيشه اليوم. 



الواقع المر

لو أخبرت شخص غربي أنك تدرس في مجال الحشرات و نموها و تختص بالدراسة  الحشرات النادرة الموجودة في الأمازون مثلا ستجد من ذالك الشخص الغربي إهتمام بكلامك و حب إستطلاع و ربما يقوم بعمل بحث على النت على سبيل المعرفة بالشيء حينما ينهي حديثة معك ، أما لو كان الحديث مع شخص عربي لنظر لك نظرة الأحمق وقال لك أن دراستك هذه بلا مستقبل ؟؟؟ و هذا هو جوهر الفارق بيننا و بين الغربيين لأن الغربيين سبقونا بمعرفة أن تعلم الأشياء و صناعة علم معرفي لها - حتي و إن كانت تافه -. سيعود بالنفع على باقي العلوم. لأن من الممكن أن تستخدم نتائج بحث مثلا في طريقة عوم سمكة لتطوير غواصة حربية تحمل نفس صفات السمكة.. ولهذا و فقط دائما نردد أن الغربيون سبقونا ب١٠٠ سنه ضوئية دون أن ندرك أن حقيقة أن السبب في ذالك هي ثقافتنا و لن نسبقهم إلا إذا غيرنا عقولنا نحو إحترام العلم مهما كان.


صورة توضيحية لعلماء يقومون بتركيب أداة تعقب علي لقلق أسود في محمية أمريكية
سباق ال١٠٠ سنة ضوئية

كنت أجلس في احد المقاهي أتابع قناتي المفضلة على التليفزيون وهي قنا ة "ناشيونال جيوغرافيك" بصراحه أجدها قناة جميلة و مشوقة. المهم أحد أصدقائي جاء إلي المقهي و نظر إلي الشاشة و كانت الفقرة المعروضة هي عن برنامج لبعض العلماء يقومون بقياس قوة عضة بعض الحيوانات المفترسة أمثال التماسيح و بعض الاسماك كالبيرانا .. المهم قال صديقي و باللفظ الواحد "الأجانب عالم هايفة" تركوا كل ما في العالم من مشاكل و راحوا يدرسوا قوة العضة ؟؟ أنهم بلا شك مجموعه من الحمقى ما المفيد من ذالك البحث ؟؟. هنا نظرت إليه و قولت له لو أردت ان تطور مكبس يعمل بأقل طاقه ممكنه ألن تحتاج نتائج بحث كهذا لتعرف كيف تغلق الأسماك والحيوانات أفواهها بأقل طاقة ممكنه و على رغم صغرها مثل أسماك البيرانا ؟؟؟ .. لكن الحقيقة أنت لن تطور شيئا لأنك لا تحترم العلم و إذا إحتجت المكبس ستقوم بشرائه منهم بالسعر الذي يحددوه هم و سيظلوا دائما على مسافة ال١٠٠ سنه ضوئية حتي نعي و نحترم العلم و ساعتها ممكن أن نقصر المسافة بيننا و بينهم.



خاتمة

حينما بدأت أقرأ عن الكمبيوتر كان هذا في عام ١٩٩٦ تقريبا، أخبرني أحد أساتذتي في المدرسة أن ألتفت  أفضل لدروسي "يقصد مقررات المدرسة" و ان أبتعد عن هذا الجهاز لأن تعلم الكمبيوتر يعتبر من الناحية الشرعية "علم لا ينفع و جهل لا يضر" و على أن ابحث عن علم ينفعني!! و لكني لم أقدر أن أبعد نفسي عن هذا الجهاز و اليوم أنا أعمل كمبرمج ؟؟ . للأسف تقدير الناس للعلم لا يتوقف فقط عند أنه لا يدرك أهمية إتصال العلوم ببعضها و لكن وصل به الفكر لتحريم الثقافة العامة فهذا النموذج هو لشخص قرأ حديث للرسول الكريم ولم يفهمه حق فهمة و أتخذ منه أسلوب لتحريم كل ما لا يجلب له منفعة مباشرة ؟؟ .. أتمني أن تكون رسالتي وصلت من خلال تلك التدوينة و شكرا.


أحمد محمدي


يمكنك نقل أي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر وذكر رابط الموضوع الأصلي.



      # -   جماعة الأسود
      # -  ثورة الفوتوشوب
      # -  فكر لتبدع
      # -  حجر الفلاسفة
      # - نانو NANO
      # - نحو تقنية Silverlight
      # - 10 نصائح مهمة للمصممين
      # - هجرات عظمى مع الإعتزار لقناة "نشينوال جيوجرافيك"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Share

Ahmed

شركة مسافة لتقنية المعلومات

شركة مسافة لتقنية المعلومات
برامج نقاط البيع و برامج إدارة المنشئات و الشركات