بخط مبرمج: لعنة الفراعنة

سيذبح الموت بجناحية كل من يجرؤ علي إزعاج الفرعون من مرقده.......أنا حامي مقبرة الفرعون الذي يصد اللصوص متسعينا بلهيب الصحراء..... لم يكن هاورد كارتر وهو يقرأ هذه الكلمات يعي أن معظم أعضاء فريقه سيموتون بأسباب غامضة كان كل همه إكتشاف مقبرة الفرعون الصغير لذالك خبئ تلك الكلمات عن فريق عمله حتي لا ينتابهم الزعر و الهلع أو تقل حماستهم قبل أن يظهر للعالم كله إكتشافه القيم و هوه مقبرة توت عنخ أمون.

مقدمة

دائما ما نسمع كلمه من أي معلق رياضي يعلق على مباراة فريق و يكون هذا الفريق من بضعه أيام انتصر على الفريق الوطني المصري و تكون النتيجة الحالية له تأخره بهدف أو بهدفيهن نجد ساعتها المعلق يقول بملئ فمه أن الفريق حلت عليه لعنة الفراعنة. أو لو كنت تتحدث مع احد السائحين الوافدين لمصر و تجده يقول لك ضاعت مني سلسة المفاتيح أو الحافظة ثم يتبع نلك الكلمة بعبارة لعلها لعنة الفراعنة!!.

تعريف لعنة الفراعنة

تعرف لعنة الفراعنة بالوقاع أنها حاله كارثية تصيب كل من فتح مقبره فرعونية حتي شارك في فتحها، أو على الأقل ساهم في فك رموز أو تحديد هوية الفرعون أو قرأ بعض عن أسراره. و في الحياة العامة نجد المصطلح يستخدم بكثرة في حالة إذا وقع ظلم على أحد المصريين من شخص أجنبي. ثم تحدث مشكلة لهذا الشخص فيفسرها المصري بشكل كوميدي ظريف على أنها لعنة الفراعنة. ولعل أسواء لعنة للفراعنة في العصر الحديث هي قناه فضائية أسمها مأخوذ من تاريخانا الفرعوني هي قناة الفراعين.

بداية اللعنة

لعنة الفراعنة كانت معروفة منذ عقود كثيرة ولكنها كانت مشهورة بين أوساط المنقبين علي الأثار و خصوصا من ينقبون علي الأثار الفرعونية في مصر. ولقد شاع بين علماء الأثار ان كل من يفتح مقبرة او يعبث بمحتويتها تطارده اللعنات طوال حياتية. و يموت دائما في ظروف غامضه او في أغلب الحالات الموت يكون مصحوبا بحمي و هلاوس و بعض الكلمات الهيلوغريفية التي يعرفها من هم يعملون معه ثم يفسرون حالته على أنه قد أصابه لعنة الفراعنة. ولكن مع إكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون عرفة البشرية كلها ماهي لعنة الفراعنة حيث كان إكتشاف المقبرة عملا تاريخيا و كل من شارك فيه أصبح مشهورا بعدها.

سر لعنة مقبرة العصفور الذهبي

أتصل هاورد كارتر بمموله اللورد كارنار فون انه بعد بحث شاق أستمر أكثر من ست سنوات أخيرا إكتشف شيئا رائعا في وادي الملوك. أطلق عليه هاورد بعد ذالك مقبرة العصفور الذهبي نسبه لعصفور الكناري الذي حمله معه حينما حضر لمدينة الأقصر ليبدأ أعمال التنقيب. سافر كارتر إلي القاهرة ليكون في إستقبال اللورد. وفي تلك الأثناء و ضع مساعد كارتر السيد كالندر العصفور في النافذة ليتلقي بعض نسمات الهواء. لكنه بعد فتره بسيطة سمع إستغاثة من العصفور و حينما ذهب وجد ثعبان كوبرا داخل القفص و بالفعل نجح السيد كالندر في قتل الثعبان لكن بعد فوات الأوان لأن العصفور قد مات. و كانت هذه هي بداية إنتقام الفرعون من الذين عبثوا بمرقدة.

قناع الذهب لتوت عنخ امون

إنفجار الأحداث

في يوم الإحتفال الذي أعد خصيصا لهذا الإكتشاف العلمي الكبير.أصيب اللورد كارنار بحمي شديده و أخذ يردد الكثير من الهلاوس و أسمر علي هذا النحو حتي. توفي وفي لحظة وفاته أنقطع التيار الكهربائي علي القاهرة كلها و بدون أي سبب واضح. و أخبر بعض العمال الذين كانوا يساعدون في أعمال التنقيب أن هناك عاصفة رملية قامت في موقع التنقيب و بعدها حلق نسر كبير فوق المقبرة أثناء لحظة دخولها. و تتوالي المصائب بعد ذالك حيث يموت أكثر من أربعة عشر رجلا شاركوا في هذا الإكتشاف بظروف غامضة كليا و معظمهم يمر بنفس الظروف حمة هلاوس ثم الوفاة. ولعل أشهرهم مساعد كارتر السيد كالندر الذي توفي بدون أي سبب يذكر. وحينما عرف والدة الخبر أصيب بحالة شديدة من الحزن و ألقي بنفسة من شرفة منزله و مات منتحرا. ولم يقف الأمر عند ذالك بل داس الحصان الذي يجر العربة - التي بداخلها جثة السيد كالندر - طفل صغير كان يلعب في الجوار فقتلته علي الفور.

هاورد كارتر و اللورد كارنر

حالة من الذعر

إنتاب سكان العالم حالة من الزعر جراء تلك الأحداث وخوصا الأثرياء الذين كانوا يحتفظون ببعض الأثار الفرعونية. في منازلهم ومنهم من تخلص منها خوفا من اللعنة. ولعل أشهرهم سيدة من جنوب أفريقيا وجهة نداء إستغاثة للحكومة المصرية ليستلموا تمثال جعران صغير كان أحد جيرنها وهو من اللذين شاركوا في التنقيب علي مقبرة الفرعون الصغير و حصل عليه و أخفاه دون أن يعرف أحد من باقي أفراد فريق التنقيب. و سافر به لبلدة ثم توفي هو و أبنته و حصلت عليه جارتهم و التي أصبية إبنتها باللوكيميا "مرض سرطان الدم" .

لحظة فتح مقبرة الملك توت عنخ أمون

لعل الأمر صدفة

بشكل قوي صدمت تلك الأحداث كل العالم. لان إكتشاف تلك المقبرة كان حدثا عالميا. وبين حالات التاكيد و النفي من قبل العلماء و الباحثين. و تم الكشف للرأي العام عن الكثير من حالات الوفاة التي صاحبة إكتشاف المقابر الفرعونية. و منها وفاة عالم المصريات الشهير شمبليون الذي فك رموز حجر رشيد بنفس الطريقة المريبة و الغامضة. و ايضا وفاة تيدودر بلهارس الذي قام بتشريح مومياء فرعونية ليكتشف مرض البلهارسيا. و العالم والتر إيمري الذي أكتشف تمثال أوزوريس وقد رائه مساعده المصري راكع و في يدة التمثال و يتحدث له بلغه فرعونية غير مفهومة!. و قصة سفينة تايتانك الشهيرة التي قيل انها كانت تحتوي على 2200 راكب ومات منهم 1500 راكب حينما غرقت يوم 14- إبريل 1912 وكانت من أجمل و أقوي و أسرع البواخر في هذا الوقت. لكنها كانت تحمل مومياء فرعونيه لواحده من الكهنة من عصر الملك إخناتون، وقد عثر عليها في معبد العيون من منطقة تل العمرانية، و كانت في طريقها للولايات المتحدة و قد ذكر أن قبطان السفينة و أسمه السيد سميث خاف بشكل مبالغ علي تلك المومياء فوضعها بالقرب من كبينته و قيل أنه جن جنونه قبل غرق الباخرة بيوم واحد وظل يردد عبارات غير مفهومة!. وكانت المومياء تحمل تحت رأسها تعويذة مكتوب فيها "إنهض من سباتك أوزوريس. فنظرة من عينيك تقضي علي من أنتهك حرمتك المقدسة".

جان فرنسوا شامبليون

بشكل علمي

حيرت تلك الظاهرة العلماء علي مر التاريخ. و لكن هناك من وضع أساسا علميا لكل تلك الظواهر. فبعض العلماء أقروا على أنه من المؤكد أن المقبرة التي تغلق لألاف السنين يتكون فيها الكثير من الأمراض و الغازات السامة المتكونة نتيجة تحلل المومياوات و بعض المكونات الأخري في المقبرة و التي توثر بشكل مباشر علي كل من يدخل إليها. ومن الممكن أن تكون هي سبب الوفاة. و أرجعها البعض أن لعل الكهنة كانوا يضعون بعض السموم داخل المقابر حتي يحموها من اللصوص. ولعل أبرز من تكلم عن هذه الظاهرة هو الدكتور عز الدين طه الأستاذ بجامعة القاهرة و الذي أكد -في مؤتمر علمي كبير- أن هناك فطرا ينموا داخل المقابر الفرعونية وهو بالتأكيد المسؤول عن معظم حالات الوفاة ولكن كانت المفاجأة أن الدكتور توفي في حادث سيارة بعد إنتهاء المؤتمر بدقائق؟؟!!.

نظرة واقعية

أعتقد أن الإيحاء و الضغط النفسي يلعب دورا كبيرا خلال تلك الأحداث. ومن الممكن حينما تتكرر المصادفة اكثر من مره تشكل هذه الظاهرة ضغطا نفسيا كبيرا على كل من مر بتجربة التنقيب عن الأثار الفرعونية فحينما يكون مريضا بعدها يحبط معنويا بشكل كبير من ما يجعله فريسة سهله للوفاة بسبب ضعف الحاجز النفسي عند الشخص الذي قد يظن نفسة هالك بلا محالة. و حتي نظرية لعنة الفرعون ذاتها لم يتم أثبتها حتي الأن بشكل قطعي. ولعل الجدير بالذكر أن هاورد كارتر شخصيا مات بعد تلك الأحداث بسبع سنوات وفي ظروف طبيعية.

خاتمة

لفت موضوع لعنة الفراعنة الكتاب و منتجين الأفلام حول العالم الأمر الذي جعلهم يقومون بإنتاج المئات من الأفلام و القصص التي تدور حول هذه اللعنة الغريبة. و أحب أن أتركم بعد ذكر موقف طريف من أحد المرشدين السياحيين وكان بحوزته فوج سياحي إيطالي و انا طبعا معرفتي باللغة الإيطالية كمعرفتكم باللغة الصينية.ولكن ما جذب إنتباهي أنة كان يحكي لهم قصة حينما إكتست وجوههم بملامح الرعب و الزعر و كادت أحدي السائحات أن يغمي عليها أثناء الحكاية. وبعد أن أنتهي توجهت إليه و كان يضحك و نظر إلي وقال لي بالحرف " طيبيين اوي الإيطاليين دول " فسألته عن ماذا كان يحكي لهم فأخبرني أنه يحكي لهم قصة عن لعنة الفراعنة سمع عنها من أحد السكان المحليين في الأقصر و هي في الأغلب قصة مختلقة تحكي على ان لعنة الفراعنة هي عبارة عن جن مسخر لحماية المقبرة و أن بعض الناس إستخدموا شيخا ليقيد هذا الجن. حتي يتسني لهم سرقة ما يشاؤون من كنوز المقبرة و كان الشيخ يقف على الباب و يستخدم قواه في تقييد الجني. و في نفس الوقت كان بقية الناس داخل المقبرة يحاولون سرقة ما إستطاعة أيديهم أن حملة.و في هذه اللحظة ضعف الشيخ و أنتفض الجني و حرك زراعه فقط و فقعت عين الشيخ وهوه على الباب من هول ما فعلة في البشر الذين يقفون داخل المقبرة و أغلق الشيخ الباب وفر هاربا؟؟!!.